
هناك لحظات في حياتك تخرجك من سجنك المقفل على عزلتك..الساجن إياك في ما تعتقد أنه الأهم..بعيدا عن قضايا هي وحدها المجسدة لانسانيتك و ووجودك كله..
فلسطين واحدةمن تلك اللحظات المفصلية في تاريخك الشخصي…ولو أنكرت ذلك أو أجبرتك الأيام أن تبرر هروبك من تأنيبها الدائم على نسيانك.
أفخر أني من جيل شكلت فلسطين وعيه المبكر ووعيه الدائم ،وأكاد أجزم أنها بحضورها الأبدي في الوعي و اللاوعي هي التي منحت ذاك الجيل سبل مواجهة الاحباط و الألم و اليأس.. ولازالت..
لقد أثبت الحق لكثير من قارئي تاريخ فلسطين و
الصراع أنهم على خطأ ، وأنهم مجرد عابرين في كلام عابر ، لتبقى القضية صامدة إذ هم الزائلون مهما كبروا و هي الأبدية مهما ظنوها إلى زوال..
هذا الوعي بالأمل لا خالق له إلا شعب لا يمل من النضال و المقاومة ، شعب فلسطين..واهب الحلم و الحياة و باعث الأمل مثل عنقاء من الرماد..شعب حنظلة السليط في الحق و شعب غسان كنفاني ومحمود درويش و توفيق زياد و شهداء النضال الفلسطيني الذي لا يزول…
فلسطين هذه ، هي حلمنا الدائم الذي لا يزول و زهرة نفوسنا التي لاتذبل.. إنها مثل المربية التي تحفظنا عن ظهر قلب وتذكرنا بواجبنا في الحياة مهما نسينا أو تناسينا .. فاحفظوها في دواخلكم..فهي دواؤكم .. صانعة أمل دائم.
وفاء لدروس فلسطين، هذا الهامش، إلى أن نصلي في القدس يوما..أو نقرأ الأشعار في جنين..
محمد المراكشي،
مع التحية.