ليلة القبض على أمريكا!!

7 يناير 2021
ليلة القبض على أمريكا!!

1- و نحن نتابع ما وقع بالولايات المتحدة الأمريكية ، استحضرت كثيرا من المشاهد التي كانت موضوع سخرية من الملاحظين في أزمنتها السياسية “العنيفة”..استحضرت واقعة برلمان روسيا بعد ان دكه يلتسين على رؤوس نوابه المعتصمين حينها..واستحضرت شجارات البرلمانات التي كان يسخر منها القذافي في قناته..كما استحضرت بقوة مشاهد سقوط النظام في بغداد و “الهجيج” يحملون كل ما وصلت إليه أيديهم!
استحضرت أيضا أن أمريكا كانت حاضرة في كل هذه المشاهد صانعة أو مشاهدة.. لكنها أمس ، حصلت على مشهدها الخاص..و تعريفها الخاص للكوارث التي يمكن أن تصنعها للآخرين وتجدها تتسلل إليك من “حمقى” تنتجهم “الديمقراطية”.

2-لو أن الأمر يتعلق بآخر غير أمريكا ، لوجدنا أنه سيتعذر على البرلمان أن ينعقد مرة أخرى..وفي نفس الليلة..وبعد احداث تحصل لأول مرة!
لكن رغم كل شيء ، في إشارة قوية للنظام الأمريكي على قدرته على تجاوز الأزمات الطارئة، انعقد الكونغرس ومرر المصادقة على انتخاب الرئيس الجديد!
إنه من منطق آخر بعيد عن “الجرح الأمريكي” هذا..منطق “الجحاد” في مقابل “جحاد” ترامب..!

3-بعقلياتنا “العالمثالثية” ، وهذا وصف لبق للغاية يا عزيزي ، لم نتصور أن الليلة الامريكية هذه “غادي تدوز على خير”! تصورنا أنه سيحصل تدخل عنيف و دامي ضد هؤلاء الذين “مرغوا الديمقراطية الأمريكية في التراب”..و أن اعتقالات بالجملة ستحصل فيما يشبه “الكيران” التي يستخدمها بوتين..أو تدخلات دراجي النظام الايراني أو حتى “السي اير اس” الفرنسي… وتخيلت محاكمات سريعة و أعواما من السجن لمقتحمي الكونغرس!
لكن.. الصدمة الأمريكية هي أن لا شيء وقع من أفلام الرعب هذه.. بل مجرد إعلان عن حظر للتجول أعطى وقتا مناسبا و طويلا لاخلاء المكان..و لاستقدام بطيء ومدروس لقوات أمن ، و لانسحاب لغوغاء ترامب دون مشاكل كبيرة!

المشهد كان مثيرا ، بل أكثر إثارة من فيلم امريكي..!
شخصيا لم أتخيل هذه النهاية..لم أتفق معها لأنها مختلفة تماما عما تربينا عليه في نهايات الأفلام …الأمريكية!
محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة