
من أهم ما ناقشته ندوة حول الثقافة و العمل الجمعوي أمس ،نظمها مهرجان السينما و البحر و نون بوست ، نقط لا بد من التوقف أمامها مليا لاستشراف مستقبل ثقافي وجمعوي أحسن بإقليم إفني ومدينته:
1- إن ما آلت إليه أحوال الثقافة و العمل الجمعوي هو نتاج مسؤولية مشتركة للفاعلين و المتدخلين فيه.. لذلك لا يمكن تصور أي إصلاح للعطب دون استحضار هذه الحاضنات الاساسية التي يجب أن تجد حلا كل من موقعه: الدولة و مؤسساتها المنتخبة و الحكومية من الثقافة الى الشباب إلى التعليم، و المجتمع المدني بأطره وفعالياته و إعلامه ، و الأسر بمسؤوليتها التربوية في توجيه ابنائها إلى فهم و ممارسة و انتاج و استهلاك الثقافة.
2- أعجبني و كل المتدخلين المفهوم الذي نحته الأستاذ جامع مرابط “التهيئة الثقافية”.. إذ فعلا لا بد من مخطط تهيئة للثقافة و للعمل الجمعوي الثقافي ليؤدي دوره في التنمية.تماما مثل ما يعرف بـ”التهيئة الحضرية”.. فالثقافة جزء من رؤية شاملة ، وعدم استحضار في أي رؤية او “نموذج تنموي” هو بمثابة علامة و نُذُر فشل تلك الرؤية.
و من الأصل لا تهيئة حضرية بدون دور ثقافة ودور شباب و دور عرض و ملاعب رياضية!
بدون ذلك ،هي تهيئة “غير حضرية”!
3-إن لم تكن الثقافة وسيلتنا الوحيدة لهزم اليأس و العزوف السياسي و التهميش و الأمية و الآفات الاجتماعية ،فإنها بلاشك وسيلتنا الأهم لتحقيق ذلك..و لا نحتاج إلا إرادة أو إرادات لتحقيق ذلك..
إرادة سياسية لدى المجتمع السياسي.. و إرادة مُمارسة للفعل الثقافي لدى المجتمع المدني..و إرادة في تجاوز أحوالنا بجعل الثقافة جزءا من يومنا و من رغيف خبزنا..
محمد المراكشي،
مع التحية.