
لا أعرف إن تبقى للصور معنى في هذا العالم..فكل شيء تقريبا صار بلا مذاق أو لون او رائحة…
إلا هذه الصورة..فهي تشي بأن كل شيء في العالم لازال يحمل معناه ، و نحن من نعطي للأحداث و الوقائع و الحياة مذاقها و الوانها..
اثارتني صورة النقيب بنعمرو و المناضل سيون اسيدون من هذه النواحي التي أجملها في :
1- كون الصورة عملية تأريخ.. تأريخ فردي و جماعي لحدث كيفما كان أمر الاتفاق أو الاختلاف حوله فإنه يبقى علامة فارقة.. له ما قبله و ما بعده. فتواجد النقيب و رفيقه في هذا العمر المتقدم هو فعل تسجيل للتاريخ..
و يمكنك ان تفهمها كما تشاء بناء على هذا التدوين التاريخي المختلف.
2- هناك دوما رؤية اخرى..هكذا تبوح الصورة. فسواء أغلقت في وجهها الشوارع و الزقة و ساحات البوح المتعددة ،إلا انها موجودة. و صورة بنعمرو و اسيدون لها هذه القدرة على التأنيب..و التذكير بأن ما نراه غير مانقوله أحيانا كثيرة..
ألم يكن من الممكن أن تعطي الصورة انطباعا آخر عن تعامل آخر و مغرب آخر يعرف كيف يدبر هذا الاختلاف في الرؤى بغير ما حصل؟!
3- لازال هناك امل..و لا يمكن ان يسد باب الأمل.!
فما يدفع “شيخين” هرمين من اعلام النضال السياسي و الحقوقي في البلد إلى استنشاق مزيد من هواء التعبير المضني عن الرأي و الموقف بوقفة أو احتجاج رغم كل شيء هو الأمل الدائم بمغرب آخر ممكن.. و الاحساس بالعمر الشخصي الداني مما نعتقده شيخوخة ليس بالضرورة شيخوخة بلد..
إنها شيخوخة بطعم نضال و إصرار شبابي لا ينتهي..
في ساحة ..
في ليلة..
مثل عرس فلسطيني!
محمد المراكشي،
مع التحية.