هذه الصورة…

16 ديسمبر 2020
هذه الصورة…

لا أعرف إن تبقى للصور معنى في هذا العالم..فكل شيء تقريبا صار بلا مذاق أو لون او رائحة…
إلا هذه الصورة..فهي تشي بأن كل شيء في العالم لازال يحمل معناه ، و نحن من نعطي للأحداث و الوقائع و الحياة مذاقها و الوانها..
اثارتني صورة النقيب بنعمرو و المناضل سيون اسيدون من هذه النواحي التي أجملها في :
1- كون الصورة عملية تأريخ.. تأريخ فردي و جماعي لحدث كيفما كان أمر الاتفاق أو الاختلاف حوله فإنه يبقى علامة فارقة.. له ما قبله و ما بعده. فتواجد النقيب و رفيقه في هذا العمر المتقدم هو فعل تسجيل للتاريخ..
و يمكنك ان تفهمها كما تشاء بناء على هذا التدوين التاريخي المختلف.
2- هناك دوما رؤية اخرى..هكذا تبوح الصورة. فسواء أغلقت في وجهها الشوارع و الزقة و ساحات البوح المتعددة ،إلا انها موجودة. و صورة بنعمرو و اسيدون لها هذه القدرة على التأنيب..و التذكير بأن ما نراه غير مانقوله أحيانا كثيرة..
ألم يكن من الممكن أن تعطي الصورة انطباعا آخر عن تعامل آخر و مغرب آخر يعرف كيف يدبر هذا الاختلاف في الرؤى بغير ما حصل؟!
3- لازال هناك امل..و لا يمكن ان يسد باب الأمل.!
فما يدفع “شيخين” هرمين من اعلام النضال السياسي و الحقوقي في البلد إلى استنشاق مزيد من هواء التعبير المضني عن الرأي و الموقف بوقفة أو احتجاج رغم كل شيء هو الأمل الدائم بمغرب آخر ممكن.. و الاحساس بالعمر الشخصي الداني مما نعتقده شيخوخة ليس بالضرورة شيخوخة بلد..
إنها شيخوخة بطعم نضال و إصرار شبابي لا ينتهي..
في ساحة ..
في ليلة..
مثل عرس فلسطيني!
محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة