
كل عام تطل واحدة من أهم ذكريات المقاومة و البلاء الحسن في سبيل الحرية ، وهي مناسبة للتذكير بها و حفرها عميقا بدواخل نفوس الأحفاد الذين بلغ ببعضهم واقع الحال ابعد مما خمنه المقاومون أو توقعوه بـ180 درجة…
لذلك كله أرى أنه لا بد من استحضار هوامش مهمة للذكرى..
1- و إن حرص البعض منا على التذكير بانتفاضة 1957 المجيدة ، و بسالة مقاوميها الأبرار الذين ضحوا من أجل المبدإ و الانتماء و الحق ، فإن بروتوكولات الاحتفاءات الرسمية تحتفي بها على سبيل رفع العتب فقط على مايبدو.!
نفس المشاهد المكررة و نفس الكلمات المدبجة و نفس الوجوه الحاضرة الناظرة إلى كآبة مشهد عليه أن يتغير.. قد تسأل كيف؟! ذاك شغل الشاغلين!
2- بموازاة الافتخار بالذكرى ، و بالحس الوطني الصادق بالانتماء ، ينمو حس آخر بعنف صامت.. إحساس بغبن شديد لا تكفي فيه كلمة لتأثيت المشهد أو ميدالية إضافية للتعليق على الجدار…
3- لا أعتقد أن ذكرى مثل هذه ، تحتاج فقط لنتعرف عليها كل عام في نفس الوقت عبر نفس الديباجة على مواقع “لاماب” و نفس “الانشاء في أخبار “الأولى” أو بنفس “الاحتفال” الصغير الملزَم “تمريره” بما تيسر من صور و حاضرين… علينا أن نفكر في طريقة تخليد جديدة ، معاصرة ، ونابعة من قلب العصر و احتياجاته ومتجهة إلى قلوب الأجيال الجديدة كما إلى ارواح من ماتوا فرحين بما حققوا أو مغبونين بما لم يتحقق بتضحياتهم..
محمد المراكشي،
مع التحية.