في هذا الحوار مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي افني السيد رشيد بشارة نقترب معه من أجواء دخول مدرسي استثنائي وأهم سيناريوهاته ورهاناته
السؤال الأول: ما هي أهم سيناريوهات الدخول المدرسي لهذا الموسم؟
إن الحديث عن تدبير الدخول المدرسي الجديد 2020/2021 لا يمكن أن يتم دون الاستناد على المرجعيات الوزارية في هذا الشأن، حيث تعد المذكرة الوزارية 20/39 مرجعا أساسيا، فهي بمثابة خارطة طريق واضحة، فروحها و منطوقها يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضعية الوبائية غير المستقرة التي تعرفها بلادناعلى غرار العديد من دول العالم، كما نأخذ بعين الاعتبار توصيات السلطات الصحية في تفاعل مستمر مع ما قد تعرفه هذه الوضعية الوبائية خلال القادم من الأيام من تطور قد يزيد وقد يتراجع.
فالفلسفة العامة للمذكرة بنيت على أساس ومبدأ تأمين الحق في التعليم والتعلم مع مراعاة حماية الصحة العامة كأحد اهم مدلولات الأمن العام لأي بلد، فالحديث عن سيناريوهات لم يعد يستقيم أمام روح ومنطوق هذه المذكرة، وإنما نتحدث اليوم عن أنماط تربوية واضحة المعالم، تتوزع بين نمط التعليم الحضوري والتعليم عن بعد والتعليم التناوبي، وذلك حسب الوضعية الوبائية وتعليمات السلطات الصحية، مع العلم أن نمط التعليم الحضوري يبقى هو الأصل في الحالة العادية، ونمط التعليم عن بعد يشكل القاعدة في ظل موسم دراسي يتزامن مع جائحة كوفيد 19، بالتالي فمستقبل الوضعية الوبائية وحصيلة رغبة الاباء المعبر عنها بمنظومة مسار وعلى مستوى المؤسسات التعليمية، تعد محددات أساسية لطبيعة النمط التربوي الذي سيتم تبنيه.

السؤال الثاني: كيف سيتم تدبير نمط التدريس الحضوري؟
إن المديرية الإقليمية لسيدي إفني وضعت تصورا إقليميا جاء بعد لقاءات عقدت على عدة مستويات، لقاءات عقدها السيد الوزير والسيد الكاتب العام مع السادة مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، لتنبتق عنها اجتماعات أخرى عقدها السادة مديري الأكاديميات مع السادة المديرين الإقليميين.
ليست هناك وصفة جاهزة لتدبير النمط الحضوري، فالتصور الإقليمي للمديرية مبني على تصورات محلية تمتح من خصوصيات كل جماعة وكل مؤسسة على حدة، تصور تشاركي يستحضر مختلف شركاء المنظومة من فاعلين تربويين وجمعيات الاباء والفاعلين الترابيين، حيث تم توسيع المشاورات من أجل انخراط الجميع في مختلف العمليات والإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتماشى مع البروتوكول الصحي الموصى به، كل حسب موقعه وإمكانياته.
مع العلم أننا لانستطيع إعطاء أحكام مسبقة عن هذا النمط التربوي إلى حين انتهاء عملية التعبير عن رغبة الاباء والأمهات وأولياء الأمور المعبر عنها عبر منظومة مسار أو بالمؤسسات التعليمية، حيث وجب الوقوف على هذه الإحصائيات.

السؤال الثالث: في ظل إقليم ذو طبيعة قروية هل تعتقد نجاح تجربة التعليم عن بعد كسيناريو محتمل؟ وما هي أهم اليات تدبيره؟
لابد أن نستحضر أولا المجهود الجماعي الكبير الذي بدلته الوزارة في زمن قياسي خلال الفترة الأولى من ظهور الوباء ببلادنا وبداية الحجر الصحي، حيث تجندت بمختلف إمكانياتها ومختلف الفاعلين التربويين والإداريين بالمنظومة لإعداد المضامين الرقمية المصورة عبر القنوات التلفزية الرسمية وموقعها الإلكتروني الرسمي.
واليوم الوزارة الوصية أطلقت عملية استباقية ذات برمجة شاملة ومتنوعة أكثر بلورة في شهر يوليوز المنصرم، بمنطق تشاركي مع جميع الأكاديميات بمجموع التراب الوطني، حيث تكلفت كل مديرية إقليمية بإعداد موارد رقمية لعدد من المستويات الدراسية تتوزع على أقطاب علمية ولغوية، عملية منهجية تم تدبيرها مع مختلف الفاعلين التربويين، فقد تم تصوير الدروس عن بعد وفق الحصيص التربوي المخصص لكل مديرية حسب المستويات والوحدات الدراسية والتخصصات، إذ قامت مديرية إفني بتصوير دروس السنة الثانية إعدادي والمستوى الثالث والرابع ابتدائي، مع التأكيد على تدبير هذه المرحلة بتفعيل وتدعيم التعلم عبر الأقسام الإفتراضية بمنظومة مسار.
وقد لا نختلف في كون الإقليم يطغى عليه الطابع القروي ويتميز بامتداده الجغرافي الشاسع، غير أن اللقاءات والمشاورات التي أجرتها ولازالت تجريها المديرية الإقليمية مع ممثلي الجماعات الترابية من أجل المساهمة في دعم عملية التعليم عن بعد كنمط تربوي قد يفرض نفسه تبعا للوضعية الوبائية ببلادنا، مع العلم أن الوزارة الوصية على القطاع تعمل مع الفاعلين الاقتصاديين في ميدان الإتصالات للانخراط في ضمان وتوفير مجانية الولوج إلى المنصات التعليمية الإلكترونية الرسمية والرفع من صبيب الأنترنيت خاصة بالمجال القروي، والتغلب على مشكل ضعف التغطية الشبكية ببعض هذه المناطق.
نحن كمديرية إقليمية سندهب مع التوجه العام للوزارة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون، وسندعم التعليم عن بعد كنمط تربوي يشكل القاعدة زمن الإستثناء، في تنسيق تام مع السلطات المحلية، وفي تعزيز لتجربة منتصف الموسم الدراسي المنصرم، مع العمل المتواصل على توصيل العدة الرقمية إلى المناطق التي تعرف ضعفا في شبكة التغطية.

كلمة أخيرة
في ظل الوضعية الوبائية القلقة التي باتت تعرفها بلادنا فكل الأمور تبقى نسبية، مما يجعل معه مسألة تدبير القطاع على المستوى الإقليمي خاضعة لهذا الوضع، في تكامل تام مع التوجيهات الوزارية الرسمية وفي تنسيق دائم مع السلطات المحلية الترابية والسلطات الصحية، حفاظا على الصحة العامة للمجتمع المدرسي برمته. ولايفوتني هنا أن أتقدم بجزيل الشكر لمختلف مكونات المنظومة التربوية والتعليمية بالإقليم، من السادة أطر التدريس بمختلف الأسلاك التعليمية، والسادة المفتشين بمختلف التخصصات، واطر الإدارة التربوية بمختلف المؤسسات التعليمية، وجمعيات الاباء والأمهات وأولياء الأمور ومختلف الفاعلين الترابيين على مابدلوه ويبدلونه في سبيل فلدات أكبادنا، معلنين على أن باب الإجتهاد والحركية مفتوح في وجه الجميع بدون استثناء، لما فيه خير لمنظومة التربية والتكوين بالجهة عامة و بإقليم سيدي إفني خاصة.
