
كلثومة ابليح
ككل سنة بحلول عيد الأضحى تتهافت الفتيات لتقديم المساعدة في ذبح الأضحية قصد الحصول على المسحة الأسطورية من جلد الأضحية،وتمارس هذه العادة بمنطقة شمال أفريقيا لدى الأمازيغ إلا أنها اندثرت في باقي أغلب دول المغرب الكبير.هذا التواتر التاريخي يمتزج بعادة مسح الوجه بجلد الأضحية.فما السر وراء هذه الحركة؟
تنتشر كل عيد على مواقع التواصل الإجتماعي صورا لفتيات ورجال يمسحون وجوههم بجلود الأضحية بالجزائر وببعض مناطق المغرب وباقي دول المغرب الكبير وهو ما يتساءله غيرهم عما وراء هذه العادة الغريبة ليفسره أغلب رواد التواصل الإجتماعي بمنطقهم أنه علاج لمشكلة تأخر الزواج والتخلص من مشاكل وعيوب البشرة.
اختلفت الروايات بين من سخر من هذه العادة بينما اعتبرها البعض أنها عادة بدلالتها الرمزية متوارثة ومقدسة تاريخيا.
وتعد هذه العادة إحدى ما تتسم به بعض القبائل “الأمازيغية” التي لازالت تحتفظ بها،إذ يعتبرونها إحياءً لقسم القائد “أكسِل” (كسيلة)
إذ مسح وجهه بجلد الشاة،متوعدا القائد “عقبة بن نافع الفهري” بالانتقام،بعدما أهانه وسخر منه أمام جنوده.
وما ورد عن ابن خلدون في كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر/الجزء الرابع والجزء السادس، قوله: “وكان عقبة في غزواته للمغرب يستهين بكسيلة ويستخف به وهو في اعتقاله، وأمره يوما بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه، وإرادة عقبة أن يتولاها بنفسه، وانتهره، فقام إليها كسيلة مغضبا، وجعل كلما دس يده في الشاة يمسح بلحيته”. وأضاف: “العرب يقولون: ما هذا يا بربري؟ فيقول: هذا جيد للشعر، فيقول لهم شيخ منهم: إن البربري يتوعدكم، وبلغ ذلك أبا المهاجر دينار، فنهى عقبة عن إهانة كسيلة…”
وتابع: “…صرف الجند إلى القيروان أفواجًا ثقة بما دوخ من البلاد، وأذل من البربر حتى بقى في قليل من الناس، وسار إلى تهودة أو بادس لينزل بها الحامية، فلما نظر إليه الفرنجة طمعوا فيه وراسلوا كسيلة ودلوه على الفرصة فيه فانتهزها، وراسل بني عمه ومن تبعهم من البربر، واتبعوا عقبة وأصحابه حتى إذا غشوه بتهودة ترجل القوم وكسروا أجفان سيوفهم، ونزل الصبر واستلحم عقبة وأصحابه ولم يفلت منهم أحد”.
وبعدما نشبت المعركة بين الفريقين في بسكرة جنوب جبال الأوراس، انهزم جنود عقبة في المعركة وقتل عقبة بن نافع الفهري.