بوليد الذي أخرج اللباس السوسي من الفلكلور للسياسة

30 يوليو 2020
بوليد الذي أخرج اللباس السوسي من الفلكلور للسياسة
بوليد الذي أخرج اللباس السوسي من الفلكلور للسياسة

بقلم بشرى شتواني

وأنا اتابع أصداء الخطاب الملكي الذي حمل الكثير من الامل بعد فترة متعبة تخللها الخوف من الات، و ترقب غضبة الطبيعة التي أرسلت لنا وباءا، أرغمتنا به للرجوع لعاداتنا الأصيلة، و التي نسيناها من لهفتنا على استهلاك كل ماهو غريب عنا، لدرجة أن ننسى العيش حتى في تفاصيل اليومي الذي تركه لنا الأجداد و سطروه بمداد من عزة و فخر.

تقع عيني على صورة للسيد رئيس المجلس الإقليمي لسيدي افني الأبية، هاته الرقعة من المغرب التي كلما احسسنا بالضعف و الغبن نتذكر ملاحم قبائل ايت بعمران، أو كلما صادفنا شخصا هنا بسوس يتسم بالمعقول و الكلمة الواحدة و الغضب على الظلم و النفاق، نسأله بشكل عفوي هل انت بعمراني؟

كانت الصورة للسيد ابراهيم بوليد و هو ينصت للخطاب الملكي، الى جانب عامل الإقليم، هدا الاخير بلباسه الشبه عسكري الرسمي، و الآخر يمثل ساكنة وضعت ثقتها فيه كشاب يحمل همومهم بكل حب و مقاومة و هو يرتدي فوقية لا نراها في اللقاءات الرسمية بل مازال يرتديها فقط هؤلاء التجار من السوسيين الذين لم تنطلي عليهم حيلة الاستهلاك الغبي بل ظلوا أوفياء لتقاليد سوس العريقة، بداية بالكلمة المعقولة و نهاية بالفوقية و ايدوكان مرورا بالكرم الكبير و الوفاء للأصول و حب التراب، هؤلاء الذين ينعتونهم بالتصقريم لانهم لا يلبسون تلك الجلابة البيضاء القادمة من فاس و ذلك الطربوش الاحمر الذي يقال أن أصوله لا تنتمي لهدا التراب.

أحسست بفخر كبير و انا ارى الصورة الثانية لهدا المنتخب الشاب و هو يحضر مراسيم النشيد الوطني و رفع العلم و على كتفيه الفوقية بكل بياضها، و وهو يدشن أيضا اللواء الأزرق لبحر سيدي افني الذي رست على موانئه بواخر العزة و الكرامة و الوطنية أيضا، كان هدا الشاب الذي استبشرت خيرا بتوليه تدبير الشأن المحلي للإقليم، يرفع رأسه عاليا كما الباعمرانيين و الافناويين كانوا دائما.

اخدت اتسائل هل هذا المسؤول هو أول سياسي يظهر في الصورة السياسية؟ أو انه اكثرهم شجاعة ليخرج الفوقية و ايدوكان السوسيين من زنزانة الفلكلور لفضاء السياسة الذي أراده أن يكون حرا، و أن يمارسه بفخر و انتماء كبيرين، انا اعرف ابراهيم بوليد منذ سنوات الجامعة ،إلى فترة الصحافة الجميلة ،فخور بانتمائه كيف لا وهو من اسمع صوت المواطن (بسمع صوتك)، و هو من كان يقول (صباح الخير يا بلادي) للمغرب كله من هنا بسوس، لكني سعدت انه تفوق على أعيان كثر لا يتذكرون سوس الا في الانتخابات فيركبون سياراتهم لتسول الاصوات من هنا، من بلاد المختار السوسي و المقاومة في جبال ايت بعمران.

لهذا قررت أن قول بصوت مرتفع لكل السياسيين من رئيس الحكومة، للكثيرين المحسوبين على قبائل سوس والجنوب المغربي عموما ، تعلموا الدرس من هدا الشاب المكافح، الذي قرر منذ توليه مسؤولية الترافع على ساكنة سيدي افني، انه يكون منهم و اليهم دون تغيير لجلدته، فأخرج الفوقية السوسية الجميلة جدا، من مهمتها الفلكلورية لمهمتها السياسية الأصيلة، و قال بلغة واضحة نحن أيضا أوفياء لوطنيتنا دون انسلاخ، من هويتنا، و انتمائنا لتراب الأجداد و ثقافتهم، و نستطيع أن ننجح أيضا بكل هدا الموروث المشرف جدا .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة