دروس التعليم عن بعد وغياب التواصل التربوي

18 يوليو 2020
دروس التعليم عن بعد وغياب التواصل التربوي
دروس التعليم عن بعد وغياب التواصل التربوي

سمير المحندي

تلقى مجموعة من زملائنا الأساتذة رسائل قصيرة عبر الواتساب تلزمهم بإعداد دروس رقمية تهم مواد ومستويات معينتين…وتفاعلا مع هذا الاجراء وجب الإدلاء ببعض الملاحظات التالية؛

  • يوفر التعليم عن بعد فرصة للمتعلمين الذين لا يستطيعون الحصول عليه – لأسباب استثنائية – في ظروف منتظمة وحضورية وصفية وعادية.
  • يعتمد التعليم عن بعد على امكانات تكنولوجية ولوجستيكية و مهارات تقنية… مع إلزام المتعلم بالاعتماد على نفسه في بناء معارفه وتعلماته .
  • يشكل التعليم عن بعد مدخلا “استثنائيا” ومحدودا لمحاربة التسرب والهدر المدرسي وضمانا لاستمرارية العملية التربوية بسبب الظروف الطارئة التي تعيشها عامة بلاد العالم بسبب تفشي وباء كورونا.
  • لا يمكن اعتبار التعليم عن بعد بديلا ناجعا لتعويض التعليم الحضوري وسد الخصاص الناتج عن إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية بقدر ما يعتبر عملا مكملا للتعلم الحضوري وفق منطوق المادة 33 من القانون – الإطار17-51.
  • أكدت التجربة السابقة – التعليم عن بعد في إطار الحجر الصحي- وجود عراقيل تقنية و مادية وقانونية واجتماعية… وهو ما يستدعي تقييم هذه التجربة “الجنينية” بشكل موضوعي وعمومي.
  • تطوع العديد من السادة الأساتذة في تقديم دروس و مقاطع تعليمية لفائدة المتعلمين باختلاف أسلاكهم، وهو مجهود مكلف و جهد مركب يقتضي من الجميع تقديم الشكر والتنويه لهذه المبادرات التطوعية الهادفة بصرف النظر عن الملاحظات ( التقنية و البيداغوجية) التي يمكن أن تعتريها.
  • الإقدام على إرسال رسائل قصيرة عبر الواتساب” بنبرة أمرية” لا تحترم خصوصيات العلاقات التربوية الأفقية حيث تلزم جميع المتدخلين باحترام شروط وقواعد التواصل التربوي.
  • غياب تام لاجتماعات – ولو افتراضيا – بين عموم المتدخلين المعنيين بمشروع الدروس والموارد الرقمية لمناقشة آليات تدبيرها ( القانوني و التقني والتربوي )وسبل حسن تنزيلها وتجويدها…وكذا لتوزيع المهام والأدوار…و ضمان تنقل السادة الأساتذة من وإلى مقر العمل وتوفير الوسائل و التقنيات…
  • عدم توصل السادة الأساتذة بأي مراسلة مسؤولة ( من أي جهة) ذات مرجع قانوني تكلفهم بإعداد وابتكار ومراكمة دروس رقمية تحترم قيم العمل التطوعي وتحرض عليه بشكل تحفيزي وايجابي.
    أمام هذه الملاحظات يمكن الخروج بخلاصة مركزية مفادها أن المشاركة في إعداد الدروس الرقمية “كعمل استباقي” لمواجهة هذا المد الوبائي ،الذي لم يعد يوقر أحدا، أمر محمود شريطة أن ينم عن رغبة ذاتية غير مفروضة أو إجبارية ، تلتزم بقواعد حسن التواصل ولباقة الحوار وتقاسم الخبرات والمهام، وتتغيا الاحترافية و تكافؤ الفرص، وتستهدف كافة المتمدرسين باختلاف إيقاعاتهم وفروقاتهم بعيدا عن العفوية المفرطة بلا رياء أو مجاملة.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة