لوموند: رغم انتشار كورونا.. لماذا لم تمت أعداد كبيرة في الشرق الأوسط؟

10 مايو 2020
لوموند: رغم انتشار كورونا.. لماذا لم تمت أعداد كبيرة في الشرق الأوسط؟

نون بوست-وكالات

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن مجمل الوفيات بفيروس كورونا في الشرق الأوسط لم يتجاوز 1125 حالة حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية في 8 مارس الماضي، رغم ما كان متوقعا من وفيات في هذه المنطقة القريبة من إيران، المصدر الرئيسي للعدوى بعد الصين.

وفي مقال مشترك بين أربعة من صحفييها، أبدت الصحيفة استغرابها لضآلة عدد الوفيات، وذلك مع قرب دول الخليج من إيران، وأوجه القصور الواضحة في الأنظمة الصحية في سوريا ولبنان والعراق، والديمغرافيا المترامية الأطراف في مصر، إضافة إلى انتشار المواقع التي تجمع بين الاكتظاظ والسكن غير الصحي، كما هي الحال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين والعمال المهاجرين، ناهيك عن السجون التي غالبا ما تكون مليئة للغاية.

وفي مقارنة سريعة أظهر مقال الصحيفة أن قتلى حوادث الطرق في لبنان منذ 15 مارس الماضي أكثر من قتلى فيروس كورونا، (28 مقابل 26)، وأن عدد الوفيات بالمرض في فلسطين أقل بخمسين مرة من عددها في إسرائيل (4 مقابل 239).

وتابعت الصحيفة أن السعودية التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، يساوي عدد من أودى الوباء بهم عدد من حصدهم في النرويج التي لا يتجاوز عدد سكانها خمسة ملايين نسمة (219 و217).

ولاحظ كتاب لوموند أن عدد الوفيات الذي كان متوقعا في الشرق الأوسط العربي وفي أفريقيا لم يقع، وعللوا ذلك بعوامل عديدة، مثل شباب السكان والتجربة السابقة مع الأوبئة وانخفاض معدل التلوث.

وفي دول الخليج -كما تقول الصحيفة- ساهمت القوة المالية لهذه الدول، إلى جانب سرعة رد الفعل، في تسهيل إجراء كم كبير من الفحوص، كما في الإمارات مثلا التي تجري ما بين 30 ألفا و40 ألف اختبار يوميا، مما يسهل اكتشاف المرضى وتعقبهم وعزلهم.

ورأى الكتاب أن تدابير الاحتواء هذه عززت فاعليتها خصائص لدى الدول العربية، منها شباب عموم السكان، علما أن الشباب أقل ميلا من غيره لتطوير شكل حاد من المرض، ومنها ضعف أو عدم وجود شبكات النقل العام كالقطارات والحافلات، مما يحد من اختلاط الناس، وأخيرا بقاء المسنين في هذه البلدان غالبا في منازلهم، لأنهم على العموم يعانون من أمراض مزمنة ولأن أنشطة المسنين نادرة.

ورغم هذه المسارات، لا تزال هناك العديد من علامات الاستفهام، فمثلا هل تقلل الحرارة والرطوبة من طول عمر الفيروس على الأسطح كما تقول بعض الدراسات؟ أم هل ساعد المعدل المرتفع للتطعيم في البلدان العربية على مقاومة السكان للفيروس؟

يقول عمر الدواشي “إن الأنثروبولوجيا الصحية تعترف بمفهوم علم الأحياء المحلي، حيث تظهر على المستوى الجيني اختلافات لدى السكان مرتبطة جزئيا بالتغذية والعوامل البيئية والثقافية”.

ورغم ذلك، يرى الكتاب أنه يجب، قبل استخلاص النتائج انتظار نهاية الوباء في المنطقة، خاصة أن منحنى الإصابة اليومي في مصر ودول الخليج ما زال في طور النمو.

وختم الكتاب بأن اليمن الذي يعتبر مسرحا للأزمات الصحية المتعددة، قد لا يكون الوباء قد بدأ فيه أصلا، علما أنه لا يمكن الاعتماد على الأرقام القادمة من هناك، وبالتالي “ليست لدينا أدنى فكرة عن مدى انتشار الوباء في البلاد” كما يقول مصدر في منظمات إنسانية في صنعاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة