في هذا الحوار نقترب من احد أبطال زمن كورونا الدكتور رشيد قليلات، طبيب عام مندوبية وزارة الصحة بكلميم..
طبيب بفريق التدخل السريع
Équipe d’intervention rapide Covid-19 Guelmim.
حاوره علي الكوري
1) أمام هذه الجائحة كيف تقضي يومك؟
بالنسبة لي كطبيب تابع لمندوبية الصحة بإقليم كلميم،فإن يومي ينقسم إلى جزأين:فترة صباحية بالمركز الصحي الذي أزاول فيه مهامي بشكل يومي وعادي ،ستضاف اليه في جزء ثان عملي في فريق التدخل السريع المكلف بتتبع مخالطي الحالات التي ثبت إصابتها بفيروس كورونا،حيث نزورهم بانتظام لمراقبة حالتهم الصحية.
اما بالنسبة للاطقم الطبية والتمريضية بالمستشفى الإقليمي فهم 3 مجموعات.الاولى تزاول عملها العادي في استقبال ورعاية مرتادي المستشفى،والثانية مكلفة بفرز كالحالات الخاصة بكوفيظ -19في مركز التشخيص .والثالثة مكلفة برعاية الحالات المصابة بكوفيد-19 تحت اشراف الدكتور الشيكر.والحمد لله لا تزال حالة وحيدة فقط،وهي تتماثل للشفاء.
اما عند الانتهاء من العمل فإننا نلتحق بمنازلنا لنقضي بقية الوقت مع أبنائنا ملتزمين بالحجر الصحي و التعليمات الرسمية المرتبطة بالموضوع.
2) وماهي الاحتياطات التي تتبعها؟
الاحتياطات التي نتخذها هي الاحتياطات المتخذة في كل دول العالم،وهي أمور تعودنا عليها نحن المشتغلين في القطاع الصحي من غسل اليدين والتعقيم والنظافة،كل ما في الأمر أنه أصبح أكثر حدة ورافقنا حتى في البيوت،أضف على ذلك الحيطة الإضافية أثناء عودتنا لمنازلنا حيث أصبحنا مطالبين باتخاذ تدابير إضافية حرصا على حماية أسرنا من العدوى،وكمثال على ذلك، التجرد من جزء من الملابس خارج البيت وتعقيم الأدوات الخاصة ،أما بخصوص الاحتياطات المتخذة أثناء عملنا في فرق التدخل السريع فهي تتوافق تماما مع كل الاحتياطات المعمول بها عالميا،من ارتداء الكمامات الطبية الخاصة واللباس الخاص وتعقيم الاجهزة وادوات العمل وسيارة المصلحة.
3) وماهي رسالتك للناس في هذه الظروف؟
رسالتي إلى كل المواطنين عامة،وساكنة الجهة والإقليم هي عدم التهاون بالامر وبالتعليمات الرسمية،والمتمثلة في الالتزام بالحجر الصحي وما يعنيه فعلا من التزام بالنظافة والتباعد الاجتماعي،لأن الوقاية تبقى هي الحماية الانجع ضد هذا الفيروس المستجد والذي تثبت الأبحاث يوما بعد يوم العديد من خصائصه.
كما قلت انه إضافة إلى ضرورة الالتزام الصارم بكل النداءات الصادرة والمنتشرة في وسائل الإعلام المختلفة و على صفحات التواصل الاجتماعي والمتمثلة في العناية بالنظافة و التعقيم و التباعد الاجتماعي وبالخصوص اليوم وأكثر من أي وقت مضى البقاء في المنازل لأن فترة حضانة الفيروس قد انقضت وقد دخلنا مرحلة الانتشار والتوسع حيث سيبدأ المصابون الحاملون للفيروس في الظهور وسيرتفع العدد مع توفر الكشوفات بشكل أوسع.
رسالة أخرى وبعد كثرة القيل والقال وانتشار فيديوهات حول المستشفيات العمومية،أقول أن مستوى الخدمات الصحية في بلدنا غير خفية فهذا أمر معلوم عند الجميع والكل يعرفه،والجائحة كانت أمرا فاجأ الجميع ،حتى نظم صحية كبيرة ومتطورة انهارت أمام هذه الجائحة.لذلك تم اعتماد عدة إجراءات احترازية حتى نقلل ما أمكن من العدوى،وهو الأمر ولله الحمد الذي جعل بلادنا اليوم ومن بين أكثر من 1600مصاب نجد 30 فقط في العناية المركزة،وهنا يجب أن يعي الناس أن الكل متأهب حتى قبل دخول الوباء للمغرب،فوزارة الصحة مثلا قامت بتكوينات حول كورونا قبل ظهور أول حالة في البلاد بمدة كافية.
وهنأ أقول أننا و أمام هذه الجائحة يجب التذكير اننا كأطر طبية وتمريضية فإننا نقوم بواجبنا المهني والواجب فقط،واطلب من الناس جميعا الابتعاد عن نشر الاخبار الزائفة وزرع الهلع بين الناس،لأن الإكثار من البحث والتعاطي لأخبار الجائحة ستكون له أضرار كبيرة بعد كورونا خاصة على الصحة النفسية لنا جميعا.
وفي الاخير اتمنى ان نكون جميعا في مستوى اللحظة الفارقة التي تمر منها البشرية جمعاء،حيث أن كل واحد منا اليوم يتحمل مسؤولية سلامة الجميع،فلنكن كلنا في المستوى ولنلتزم بالبقاء في منازلنا .
