السباق ضد كورونا!

17 مارس 2020
السباق ضد كورونا!
السباق ضد كورونا!

هذه مساهمة مني لا تنبع من ترف بل من واجب سميه ما شئت: وطني أو أخلاقي أو إنساني، أما أنا فأسميها، بكل بساطة، مساهمة ضد وباء يهدد حياتنا جميعا، ويقضي على طموحاتنا و طموحات عائلاتنا و مجتمعنا في الاستمرار في الحياة.

   هذا ليس وقت الهزل، و مع الأسف قرأنا الكثير من التدوينات التي تميل إلى الانتقاد و اللوم والتهكم، و هذا مجال غير المجال؛ و شاهدنا الكثير من الفديوهات لا معنى لها تنقل و توزع على المتتبعين. هذا ليس وقت السخرية من المسؤولين و مداخلاتهم، و ليس وقت للحكم على ضعف اللوجستيك المتوفر لأن زمن الأخطاء بدأ منذ مدة و هو مستمر، و زمن المقاومة و الاحتجاج أيضا يتلازم مع زمن الأخطاء، و سيستمر أيضا. لكن اليوم المعركة معركة حياة أو موت، معركة لن ينتصر فيها طرف وينهزم فيها الطرف الآخر، وهي ليست مسؤولية طرف دون آخر، كأننا في قارب واحد وسط عاصفة هوجاء؛ هذا القارب هو بلدنا المغرب، و العاصفة هي وباء كورونا، و علينا أن ننتصر ليس عن بعضنا البعض و لكن على الوباء: هذا ما يستعصي على الكثيرين فهمه!

   لقد سبقتنا دول في التصدي للوباء وعلمتنا أن فقط بالرجوع إلى القيم النبيلة من تضامن وانضباط يمكن أن ننتصر؛ كما علمتنا أن العلم والحسابات الدقيقة والعمل المضنى والقرارات الشجاعة ونكران الذات كلها كفيلة بهزم العدو المشترك. في بعض الحالات يكون القرار استبداديا ولم لا إذا كانت الشعوب قد فقدت معنى مفهوم المصلحة العامة، وأرادت أن تتشبث بحرية فردية زائلة!

  إننا في المغرب إذا لم نلزم بيوتنا بطريقة صارمة سنندم كثيرا، وإذا لم نصغلما يروج من أخبار واردة من مصادر علمية موثوقة ومن مسؤولين داخل الوطن وخارجه، سنكون قد قضينا على أنفسنا بأيدينا. من هنا، أظن أنه علينا الانخراط جميعا في تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية عبر الوسائط الاجتماعية، وعلى الدولة أن تسخر أجهزتها من سلطة و أمن ودرك  لثنيالمواطنين عن طواعية أو مرغمين في كل مدن وقرى المغرب عن مغادرة بيوتهم، وهذا هو التوجه الذي سلكته معظم الدول المتضررة لأن علماءها اعتبروا هذا الحل هو الحل الوحيد دون غيره، لكن هذا الحل يلزمه اليقظة والسبق والتعجيل به؛ بلغة أخرى إن جاء في وقته أفاد، وإن تأخر تكون الكارثة!

                                                           عبدالله بعنو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة