
وماذا لو كان الـ”إحباط” من معاني الأمل؟!
يمكنه ذلك ،شريطة ان يكون “إحباط” يحمل في طياته ضرورة أن يأمل الانسان دائما بأن “سعدا” ما ينتظره عكس ما سارت إليه نفسه بعد يأس..
هي الرسالة الأساسية التي تأتي في الفيلم التربوي الجديد الذي أخذ ورقة مروره قبل يومين للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس ،ممثلا لأكاديمية كلميم وادنون ،قادما -بفــخر- من مدينتي.
ـــــــــــــــــــــــــ
فيلم إحباط هو التجربة الثانية التي يطرق بها محمد أنفلوس باب الإخراج السينمائي التربوي.. فقد كانت تجربة السنة الماضية الحاملة لعنوان “الصمت” متفردة من حيث نقلها صورة نادرة لمعاناة تلميذة في وضعية إعاقة الصمم و البكم استطاعت أن تقاوم حالتها لتصير في النهاية استاذة لتعليم ذوي حالة مماثلة.
حصل الفيلم المذكور على اعتراف في مهرجان الفيلم التربوي في الدورة الماضية في سابقة لأكاديمية كلميم وادنون التي كان “الصمت” و محمد أنفلوس مخرجا فألا حسنا عليها..
نتمنى ان يأخذ “إحباط” مسار التتويج ،فله مقومات ذلك.
ــــــــــــــــــــــــ
بالطبع ،يمنع واجب التحفظ أن نتكلم عن القصة التي يأتي بها الفيلم الجديد ، لكن ذلك لا يمنعنا من الافتخار بكونه يلامس واحدة من المعاني التربوية المهمة التي تهمنا آباء و أمهات و أساتذة.. فالتأثير الكبير للتكنولوجيا الحديثة المحمولة عبر الهواتف “الذكية” و اللوحات الالكترونية واحد من الأمور التي تاخذ منا تفكيرا دائما بحثا عن الحل ، و عن عودة الأطفال إلى الطفولة كماهي أو كما نتصورها.. العودة إلى اللعب و العودة إلى الفرح و الأناشيد و الرقص و الاقتداء بالبهلوان..
فيلم “إحباط” يجيب على هذا السؤال بمتعة قصيرة لا أظن ان مهرجان الفيلم سيطرح مثلها (ولو أن في هذا الكلام نوعا من الغرور)؛ فهو يطرح الإحباط و يرسم الأمل…
أما نحن ،فبعد أن ينتهي فيلم “إحباط” بالأمل ، يفتح الباب على مصراعيه امامنا للعمل…
العمل التربوي في أسرنا و في مدارسنا و دور شبابنا الذي لا يحتاج ابدا أن نشعر بالعياء أو التعب أو “ميساج” يقول :”باتري فيبل”.
ـــــــــــــــــــــــــ
بالتوفيق لرفيقي في الأمل ،محمد أنفلوس
مع رفع القبعة و “ضرب السلام” للفنانين عمر الراضي و محمد أوهني ورشيد باخ والفنانين الصغار الرائعين المشاركين في الفيلم.
محمد المراكشي،
مع التحية.