نون بوست – علي الكوري
نظمت العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بدعم من وزارة العدل وعدة شركاء ندوة وطنية تحت عنوان “من أجل إعمال حق النساء والفتيات في حياة خالية من العنف” يوم أمس السبت 7 مارس الجاري بقاعة فندق حمزة، أطرها مدير الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل، ورئيس قسم قضايا المرأة والطفل بوزارة العدل، ورئيس منتدى المحامين بكلميم، إلى جانب مجموعة من الأساتذة الجامعيين وفعاليات أخرى.
أفتتحت أشغال الندوة الوطنية بكلمة ترحيبية بالحاضرين والضيوف، وفي كلمة له أكد مدير الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل هشام ملاطي على أن 57 في المئة من مجموع قضايا العنف ضد النساء المسجلة سنويا لدى المحاكم بالمغرب والتي يصل عددها إلى 17 ألف قضية مسجلة ضد الأزواج، وأشار إلى أن هذا الرقم قد عرف إنخفاضا طفيفا مقارنة مع سنة 2013 التي عرفت ما يفوق 20 ألف قضية، وأكد أن هذا الرقم مقلق جدا وله عدة قراءة سلبية مع أن المغرب يقوم بعمل كبير في هذا مجال على مستوى التشريعي من حيث الملائمة مع المواثيق الدولية ذات صلة.
وأوضح ملاطي، أن وزارة العدل تعمل على تطور تجربة خلايا التكفل بالنساء المحدثة على مستوى المحاكم والتي تضم حاليا 300 مساعد ومساعدة اجتماعية. مؤكدا على أنه لا يمكن أن نعول بشكل كبير على السياسة الجنائية والمقاربة الزجرية على أنها لا يمكن لوحدها أن تحد من هذه الظاهرة مهما كانت شدة العقوبات.
وقدم الأستاذ محمد قديري، أستاذ علم الإجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، عرضا حول مساهمة النساء العاملات في محاربة الهشاشة الإجتماعية بالأسرة الفقيرة، مقدما نموذج الضيعات الفلاحية بضواحي مدينة أكادير، حيث أشار على أنه تم الإعتماد على المنهج التجربي من خلال قيامه ببحث ميداني كمي، وهو الأمر الذي خصصت له إستمارة تتكون من 40 سؤال تتنوع بين متغيرات كمية ومتغيرات كيفية، وإعتمدوا على ملئ الإستمارة مع عينة عشوائية تضم 60 مستجوبة من النساء العاملات في مجال الفلاحي. لتفرز هذه الاستمارات نسب مئوية حول عدة مجالات، منها المستوى الدراسي للعاملات التي عرفت نسب كارثية وتصدرت نسبة الأمية بـ 7,51 في المئة والابتدائي 3,18 في المئة وهي نسبة غير مشرفة لجهة سوس ماسة والتي إنطلق منها برنامج المخطط الأخضر.
في ختام هذه الندوة، أشرف المنظمون على تكريم وجوه نسوية ذات طابع جمعوي بمناسبة عيد المرأة المتزامن مع 8 مارس من كل سنة، وتم تقديم شواهد تقديرية لكل المشاركين في تأطير هذه الندوة وكل من ساهم في إنجاحها.