
قبل ايام ، حين زيارته الحزبية إلى كلميم ، نشرت بعض وسائل الاعلام فحوى مراسلة من العثماني إلى وزيره في الصحة . تتضمن المراسلة استفسارا حكوميا داخليا من رئيس حكومة لوزيره في القطاع الصحي يريد من خلالها معرفة معطيات عنه لكي يعرف أين يضع قدميه. و هو أمر طبيعي و عادٍ.
لكن حادثة رضوى امس هي جواب من نوع آخر عن وضعية الصحية بالجهة عموما ، و هي تسائل رئيس الحكومة بدوره و هو يتفقد كلميم في زيارته الحكومية هذه المرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبعا ، لن يحتاج رئيس الحكومة و هو واحد من أبناء هذا الجنوب الممتد في احتياجاته الصحية أن يعرفه أحد بالوضع كما هو ، و إنما هو في أمس الحاجة ﻷن يسمع لغير الذين تعود أن يسمعهم في دواليب البنايات الرسمية و ديباجات الأسئلة الشفوية الكتابية.. هو محتاج ليسمع نبض المرضى و معاناة العاملات و العاملين في القطاع الصحي في اﻷقاليم اﻷربعة للجهة التي تحتاج الوصول إلى مستشفى جهة أخرى بعيدة تماما عبورا بمخاطر الطريق العديدة. ورضوى شاهدة أيضا ..فهي الشاهدة و الشهيدة هنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكن لرئيس الحكومة ووزيره في الصحة أن يطالعوا ما كتب و نشر أمس بعد حادث الفقيدة رضوى لمعرفة كم الهم و المعاناة ، وعلاش المغاربة صابرين هنا ، كما يمكنه ان ينظر في أرقام أوردتها نقابة صحية (فدش) في بيان لها عقب الواقعة ..
فقد سجل تزايد في حوادث النقل الصحي اثناء تحويل المرضى إلى اﻷقطاب الاستشفائية حيث وصلت الحوادث الخطيرة منها خلال الخمس سنوات اﻷخيرة إلى 17 حالة ..
بالطبع هذه الحوادث خلفت حالات صحية حرجة و حالات اجتماعية أيضا بين العاملين و المرضى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا نموذج واحد فقط مما وجب على رئيس الحكومة أن ينظر فيه في زيارته المرتقبة وزيرا و مسؤولا رسميا هذه المرة ، و هي باﻷكيد زيارة عليها أن تنتهي بملموس واقعي أكثر من لباسه للـ”الدراعة” من يد مريد!
محمدالمراكشي،
مع التحية.