
كوثر أضرضور
هذا صباح حزين للغاية…
حزين كدمعة مريضة لم يكن تخدير ٱلامه كافية
حزين كرائحة المقاهي المهجورة، حزين كالاغاني التي ادمنت رضوى سماعها…
الى صديقتي التي هناك، و التي كانت تشتاق طوال الوقت لابيها المتوفى، و الان التحقت به، الى الجوار الاعلى…
محظوظة انت، لانك ستلاقين الله يقلب سليم…
محظوظة لان لك قلبا لا يكره و لا يحسد و لا ينبذ احدا…
محظوظة لانك احببت الحياة بكل مكوناتها…
و انا ايضا محظوظة بصداقتك، لانك كنت من بين الاناس القلائل الذين قابلتهم و وجدت ان نيتهم صافية كالثلج…
و لكنك رحلت الان…
من بين كل الزملاء الذين حصلو على الانتقال، انا و انت بقينا معا، و تعاهدنا على ان نملأ على بعضنا الفراغ و البؤس، و ان نتماسك هنا حتى يأتي الفرج…
لا تقلقي، فإن كثيرا من المرضى الذين انقذت حياتهم فإذن الله يدعون لاجلك طوال الوقت…
كنا نقول، اننا حين نسافر في اسطول الموت، لا ندري ان كنا سنعود، نحن الاخوة اليتامى، يتامى القانون، يتامى الوزارة، يتامى المستشفى، الكل يشفق علينا حين نركب السيارة و ننطلق… انت الوحيدة التي لست اشفق عليك لانك شهيدة الواجب الان…
سأخلد ذكراك في كل حين، حين اباشر العمل و حين اغادره، حين نجتمع حول الطاولة فلا نجدك، حين تمر احد اغانيك المفضلة، حين انتفس قطع الملابس التي تشاركناها و الذكريات التي عشناها معا…
شكرا لانك اعطيتني مجالا للعفوية و السعادة و التفاؤل، في وقت كرهت فيه كل شيء…
سأكون قوية لأجل ذكراك، سأتفائل كما كنت تتفائل، و سأدعو لأجلك طوال الوقت…
أنت “احسن انسانة في العالم” كما كنتي ترددين في حقي و حق كل الناس الطيبين…
رحمك الله و اسكنك فسيح جناته ❤