
أولا ، أهنئ الصديق و الأخ و ابن الجيران و سليل العائلة الكريمة محمد المزدوغي على الثقة الموضوعة فيه،و هو اهل لها لا مستجد عليها.
ثانيا ، يشكل ما جرى أثناء جمع عام تأسيس عصبة كلميم وادنون امس دروسا مهمة اكثر مما هو حدث طبيعي في مسار هيكلة اللعبة جهويا.
محمد المزدوغي هو الدرس الأول .فهو يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن العمل ،و بالعمل وحده ، يمكن لنا ان نصل لأهداف تجعل لنا مكانا ضمن رقعة لعب الكبار. فالمزدوغي ، كما عهدناه منذ بداياته ، تشبث بخياراته و رؤيته للعمل و التسيير الرياضي، و لم يتنازل عن أحلامه..لعب ، و سيّر ، و اخطأ و أصاب …و سقط و نهض ..و بقي وحيدا أو كاد (مثل كل المسيرين) و رمم ذاته و فريقه و عاد و عاود ما اصر عليه..إلى ان حقق ما لم يكن أو نكن أو يكون أبناء هذه الجهة البئيسة يحلمون بتحقيقه في مجاله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطبع ،لم يكن لينجح محمد المزدوغي في مراده دون فريق العمل الذي رافقه ، و إن اختلفت الرؤية إبان التنافس الانتخابي مع بعضهم أمس..و لكن الدرس الثاني لانتخاب المزدوغي رئيسا للعصبة أن هناك إيمانا به رئيسا لهذه التجربة الجماعية بعيدا عن “الأعراف” الانتخابوية التي سادت تجارب كلميم و جهتها و التي جعلت كل صندوق اقتراع مشكلة..وجعلت كل تجربة بعيدة عن حسابات “القبلية” و “العمومة” مجرد تجربة بلوكاج أخرى..
أعتقد أن هذه التجربة اول لبنة لإيقاف هذا “اللامعنى” الذي ساقتنا إليها هذه “اللاسياسة” في كل شيء. فقد فتح المؤسسون لعصبة كلميم لكرة القدم أمس الباب على مصراعيه لتغيير النهج و طرق العمل في اتجاه الانتصار للكفاءة و القدرة و العمل بدلا من معايير “فتنة” لعن الله من أيقظها يوما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالنسبة لمدينته ، فإن المزدوغي نموذج للذين يعملون.. بعيدا عن اليأس ، و التيئيس ،الذي تزرعه أوضاع و نقاشات و واضعي العصي الكثيرة في عجلة لم تبق منها إلا “جانطة” مهترئة..
محمد المزدوغي نموذج للعمل وسط كل هذا ، و اثبت أنه من الممكن بالعمل وحده تحقيق حلم أو بداية حلم…
ولو ببقايا “عجلة”…و كأني به يقول مثل كوبرنيك: ومع ذلك فهي تدور!
هذا الإصرار وحده أكبر درس.
محمد المراكشي،
مع التحية.