هواتف ذكية في أيادٍ غبية!

14 فبراير 2020
هواتف ذكية في أيادٍ غبية!

متحضرا جدا تبدو ، و أنت تقطع الطريق في الاشارة الضوئية الحمراء و من ممر الراجلين.. هذا الأمر العظيم الذي استغرق عندنا سنوات طويلة ليتحقق، ومازال، تجاوزته.وحققته ب”تحضرك”..
لكن ،كم ياترى ، سيستغرق الزمان ،لنفهم أن لا شيء سيطير من بين يديك أو من هاتفك الذكي أثناء مرورك على ممر الراجلين و في “الضو” الأحمر!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكنك أن تفسر بكثير من الكلمات و المبررات عدم قدرتك على فراق هاتفك “الوفي” ، في المطبخ ،في العمل،في المقهى،على شاطئ البحر،فوق السطح،تحت “المانطة” ،وعلى مائدة الأكل…
.مجرد معلومة: من خلال دراسة ميدانية ،منظمات صحية عالمية تحذر من كون الهاتف يحمل عددا هائلا من الميكروبات عند ادخاله للمرافق الصحية.!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المغاربة يقرِؤون أقل ..هكذا نقول لنحسن القول ونهرب من الحقيقة وهي أن المغاربة لا يقرؤون!
المشكلة أن المغربي لا يمكن أن تقنعه بأنه لا يقرأ..يتيه بك في عوالم الكلام و الثرثرة و تاريخ الأسرة التعليمي و مسار جده العلمي أو نبوغ “تريكته”…
وحين تنبهه قائلا “الرجوع لله” ،نحن نتحدث عنك… يقنعك ، أنه يقرأ الانترنيت..أي أنترنيت؟ كلشي في الهاتف! من الفيسبوك إلى الـPDF!
اسأل نفسك عن كل الذي “قرأته” في الانترنيت اليوم..إن تذكر ت ولو قليلا من “التشاش”… فأنت مغربي قارئ.! بمعايير العصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشتريت هاتفا ذكيا.. صرت ذكيا.!
وضعت له رقما سريا يصعب على الجن الأزرق أن يعرفه أو يخمنه.. لكني أجد هاتفي دوما عليه أثر ما.أشم رائحة شخص ما “يخمله”..
وبعد بحث طويل ، “حصلت” الجن الأزرق الذي يفتحه..ولدي، ابن التسع سنوات!
استطاع أن يغافلني بسرعة يوما و قد تركت الهاتف دون اقفال بالرقم ، ووضع بصمته لتعريف الدخول.! صار يدخل ببصمة أصبعه!
حينها فقط اكتشفت أن الدائرة خلف الهاتف تصلح للبصمة!
عاوتاني صرت ذكيا!
(يتبع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش إضافي على هامش “الفالنتاين”…

صرنا فجأة لا نحب إلا في هواتفنا.. نرسل مشاعرنا “الالكترونية” الى حبيباتنا ونبقي الحب الحقيقي معتقلا في دواخلنا!
أطلقوا سراح الحب،ثم احتفلوا بعيده.. بورود حقيقية و قبل حقيقية و مشاعر حقيقية… حب من لحم و دم يتنفس هواء برسائل من حبر من فوق أو من تحت الماء…
وكأني بنزار قباني لازال يصرخ فينا و فيها:
“في عيد ( فالنتاين )
حاولت أن أكتب عن عينيك ، يا حبيبتي
قصيدة جديدة
ما كتبت يوما بتاريخ الأدب
حروفها من ذهب
زُنَّرُهَا من ذهب
سروالها من ذهب
و عندما فرغت من كتابتي
جاء رجال من لدى ( أبي لهب ) ! !
فاعتقلوا القصيدة ..
و أغلقوا بالشمع و الرصاص ..
علبة البريد …”
—————————

محمد المراكشي ،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة