البام..و”الخروج من جلباب والدي”..!

10 فبراير 2020
البام..و”الخروج من جلباب والدي”..!

بعد أن رايت الذي وقع في افتتاح مؤتمر “البام” ، كنت قد عنونت هذا القول بـ”جنازة رجل”!
لكني أخطأت الوصف… لذلك قالوا:في التأني السلامة!
فقد كنت حينها قد قرأت للتو أن وقائع الافتتاح تلك مؤشر قوي على الوفاة..وهو ما ألفناه في مؤتمرات “أحزاب” أخرى سبقته إلى ذات الطريق بعدما عبدت له نفس طريق الولادة!
و كيفما اختلفت الآراء و المواقف حول حزب “البام” ،فإنه صار واقع حال بالبلد ،وأمرا واقعا لزم التعامل معه ، وهو ما لمسناه في كثير من المناسبات “الانتخابية” من الحزب “الاسلاموي” الذي من المفترض أنه جاء لاقتلاعه دون أن يتم لا الاقتلاع من هذا و لا اللامبالاة من ذاك.. ولا تستغربوا يوما انتخابيا يأتيكم بتحالف حكومي هذه المرة بين هذين “الغريمين”!
حين عاودت القراءة لما حدث بمؤتمر البام ، لم أجد أكثر من هذا العنوان وصفا(الخروج من جلباب والدي)..فـ”دخول الحمام ليس مثل خروجه”..و”دار المخزن” عتبتها عالية عند الخروج.! لذلك ، فمن الطبيعي أن يقع ما وقع بعدما وجد الحزب نفسه بعيدا شيئا فشيئا عن حاضنته..وهو ابتعاد ليس وليد المؤتمر ،و إنما إرهاصاته بادية منذ مدة ليست بالقصيرة.
يحتاج البام وقتا طويلا لـ”يشرعن” وجوده السياسي المستقل ، البعيد عما رسم له يوما و لو اقترب من خطوط حمراء سابقة بما فيها التحالف مع العدالة و التنمية يوما.. فلا تستغربوا هذا اليوم ، أليس وهبي القائل يوما (في برنامج إذاعي في معرض نقده لإلياس العماري و فكرة أن الحزب جاء لمحاربة “الاسلاميين”) عن “ضرورة وضع مصلحة البلاد فوق كل إعتبار والتحالف مع البيجيدي لتشكيل تحالف قوي”…
أظن أن الحزب اختار بصواب هذه المرة ،فوهبي خير من يتقن الخروج من الجلباب!

محمد المراكشي،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة