
تداولت الأنباء المحلية خبر زيارة مرتقبة لسعد الدين العثماني لمدينة كلميم..
ومع أن الأمر من المفترض أن يكون عاديا ، وحقا دستوريا يضمن حرية التنقل لكل مواطن مغربي ، إلا أن سعد الدين العثماني ليس مواطنا عاديا إذ هو المسؤول الحكومي الأول في البلاد..
لكن للأسف ، العثماني لايزور كلميم ،مركز جهة وادنون، باعتباره ذاك..لا يزور كلميم باعتباره رئيسا للحكومة. قد يسأل أو يتساءل الواحد عن الفرق ، فهو آت و يحمل الشخصيتين و الهويتين و الصفتين.. لكن الحقيقة ان هؤلاء السياسيين الحكوميين تعودوا أن يزورونا في هذه الجهة المسكينة و مدنها الهامشية التي لا يعرف بعضهم “توطينها” على الخريطة بصفاتهم الحزبية فقط..و الشخصية جدا احيانا.. ولم يحصل الشرف من قبل ان أتوا بتلك الصفات إلا تحت “الزيار” الذي تفرضه كوارث الفيضانات …
أذكر مقالا سبق و كتبته قبل سنوات إبان الانتخابات الجزئية لمقعد برلماني بسيدي إفني ، حين فاجأنا العثماني لا غيره بزيارة في إطار الحملة الانتخابية بعد ان صال و جال في وزارة الخارجية على طبعته.. لا زلت أذكر الغصة التي كتبت بها المقال و عنوانه المؤلم حين اعتبرت ان “سيدي إفني انتظرت العثماني في قضية و فاجعة ضحايا لانزاروطي ،فأتاها في الانتخابات!”.
هو الأمر نفسه ،وإن على مستوى آخر..فجهة وادنون تنتظر رئيس الحكومة لا رئيس حزب يهيء للانتخابات..
ولكي نكون منصفين أكثر ،كي لا يعتقد التابعون أننا نقصد العثماني وحده ، فإن هذه قاعدة لا يحيد عنها الوزراء الذين زاروا الجهة ومدنها في إطار تجمعاتهم الحزبية لا بصفاتهم الوزارية…
لا تفسير لذلك إلا بقولين:
التاريخ هنا يعيد نفسه دوما و بنفس الأساليب..فهم لا يأتوننا وزراء …
ثم إن فاقد الشيء لا يعطيه… في الانتخابات او في الوزارة..أو رئاسة الحكومة.
محمد المراكشي،
مع التحية.