
انتشر على الهواتف و المواقع نهاية الأسبوع فيديو “يوثق” اعتراضا لمواطنين بحي النهضة بالرباط على مصطفى الخلفي الوزير و الناطق الرسمي للحكومة سابقا..وهو اعتراض لامس سلامته الجسدية!
بالطبع ، المتداولون كانوا يعبرون بمجرد التداول عن الانتشاء و “التشفي” من شخص كان مسؤولا ، وهو سلوك يعبر أكثر عن الغضب الدفين تجاه “سلوكات” أو سياسات حكومية لاشعبية كان الخلفي واحدا من صانعيها أو المروجين لها..
ورغم اني من المختلفين حد التناقض مع الخلفي و حزبه من ورائه ، فإني لا أعتقد أنه بمثل هذا الفعل الغاضب يمكن التعبير عن عدم قبول سياسي او عقاب لمن يمكن ان نراه جزءا من سياسات تضررنا منها. فالعقاب المناسب يكون بصناديق الاقتراع ، وبتصحيح الاختيارات و لو ان هذا الأمر فيه نقاش.. من زاوية نظري على الأقل.
لقد واجه العمل السياسي و الحزبي كثيرا من التبخيس إلى درجة أن السياسيين صاروا في نظر الناس مجموعات من الانتفاعيين فقط ، و أثبتت الانتخابات تلو الأخرى أنهم مجرد “كذبة” لا غير..لا ينفذون ما يعدون به. لذلك ،قد يجد الشخص العادي الذي يرى بمثل هذا المنظار أن ما وقع للخلفي هو عقاب مستحق بينما الحقيقة هي غير ذلك على الاطلاق.. كما سبب فشل السياسيين في ترجمة وعودهم أحزابا و حكومات يجد جوابه في زاوية مخالفة تماما لمثل هذا التبسيط.
هذه الحادثة ،إن توسعت ستزيد من عزوف النخب عن المسؤولية رغم مغرياتها مما يزيد من فرص قليلي الخبرة و الكفاءة..
على أي ، الذي يؤمن بالديمقراطية ، أو حتى بــ”الانتقال إليها” لن يروقه مثل ما وقع للخلفي في الرباط .. فالأمر كله لا يعدو ان يكون تعبيرا عن القصور السياسي و الأخلاقي في التعامل مع المنتخبين الذين لم يحققوا المراد ، و في أبعد حدوده مجرد تنفيس لكتلة من الناقمين في انتظار ضحية أخرى…
محمد المراكشي،
مع التحية.