“المرشومة” إفني،لا غيرها…

23 يناير 2020
“المرشومة” إفني،لا غيرها…

استمتعنا ليلة البارحة بقاعة سينيما أفيندا بسيدي إفني بعرض مسرحية “المرشومة” لفرقة القناع الأزرق القادمة من الجديدة لتقديم هذا العرض “المونودرامي”.
لا أود أن ابدي ملاحظات على العرض من حيث الشكل ، فقد اخذت على نفسي منذ مدة موقفا ألتزم به بعدم الخوض في هذا النوع من الملاحظات لعروض أحضرها “مجانا”..فيكفي هذا “القبول” علينا من الفنانين العارضين لكي نصفق لهم تصفيقا أكثر حرارة من تصفيق القلة الحاضرة امس بالقاعة للأسف.
كان العرض ممتعا للغاية إذا استحضرنا عناء الممثلة الوحيدة على الخشبة ،والتي جسدت دور المرشومة التي انتظرت الحبيب سنوات سبع عجاف دون أن يأتي..تخيلته عاد لكن الحقيقة أنه مثل “غودو” سامويل بيكت..لم يأت..أو قد لا يأتي!
“المرشومة” أتاحت الفرصة لكثير من التماثلات ،و التي يجعلها المسرح بقدرته الخارقة تتغير حسب أمكنة العرض المختلفة و جمهوره المختلف من مدينة إلى أخرى..فما تمثلته ، مثلا في سيدي إفني أمس ، قد لا يتمثله متفرج آخر في تيزنيت أو كلميم أو مراكش…
جعلتني “المرشومة” اشاهد إفني مجسدة في تلك الفتاة المسكينة “التي لبست حق الله و هي بنت” ،في انتظار الحبيب الذي رشموها به..و لازالت تنتظر..فسيدي إفني مثل الشخصية التي جسدتها باقتدار الممثلة (خديجة نقاط) ، تنتظر منذ زمن حلمها..مرشومة على أنها مدينة و لازالت لم تصبحها..و مرشومة على أنها تعيش “تنمية” و هي لازالت تنتظرها..و مرشومة على أنها “إقليم وعمالة” دون أن نرى إلا الرشم!!!
هذا هو سحر المسرح..أن يجعلك تعيش جمالة العرض و تمثلاته و تمثلاتك أيضا..و يجعلك تماثل واقعك فيه و تعيش لحظات الفرح و الرقص و الغناء و تتماهى مع لغة ممثليه..سواء لغة دكالة أمس أو لغة غروتوفسكي الخبأة بجماليته الفقيرة..
على اية حال ، كان العمل جبارا و يستحق منا أن ننتبه للجهد المبذول من الممثلة و مشرفي العمل و التنظيم ليكون في متناول من هجروا المسرح و قاعته… بهذه المرشومة.
و لأن الهامش لا يتسع لشجون الكلام ، فللحديث بقية في هامش الغد…
محمد المراكشي،
مع التحية.

 

(لقراءة مقالات سابقة للكاتب: هــوامــش )

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة