بالنسبة لكثيرين في هذه الجهة المنكوبة سياسيا و انتخابيا ،فهذه فرصة اخرى..
و كل وفرصته التي في باله و خاطره.. لكن الفرق أن هذه فرصة مهمة لتأكيد خلل ما في العملية برمتها على هذه الرقعة المسماة جهة وادنون.
لنتصور -بعيدا عن هذا الموضوع- ان امتحانا مدرسيا أعيد مرة بناء على شائبة ما..أكيد سيعلو الصياح..و إن أعيد مرة اخرى ذات الامتحان ،فسيعلو الصياح أكثر عن “المصلحة العامة” و “ضرورة المحاسبة” و “مسؤولية من هذا التبذير”…
و قس على ذلك في اي مجال من مجالات الحياة العامة.
فما الذي يمنع من إثارة نفس الأسئلة الحارقة التي تخص الانتخابات..و هذه الانتخابات المعادة مرة اخرى..و التي تحطم جهة كلميم وادنون الرقم القياسي فيها مرة بعد مرة؟!
إن إعادة الانتخابات دليل على مشكلة..ومؤشر على مسؤولية ما تجاه الوقائع التي أدت إلى إلغائها و الطعن فيها و من ثمة إعادتها.. لكننا ، نجد أنفسنا وكأننا متصالحين مع عملية الإعادة و كأنها طبيعة انتخابية ؛ إنها أضحت حقيقة و بقول الفلاسفة “طبيعة ثانية” في هذه الجهة.
لقد أضحت “إعادة” هذه الانتخابات الجزئية بأنواعها في هذه الولاية التشريعية أسوأ و أكثر تفاهة من إعادات برامج ومسلسلات التلفزيون العمومي..فهي عملية أكثر إفسادا للذوق السياسي و ترسيخا للنفور الانتخابي.
نعم هي فرصة للذين يرون إعادة الانتخابات فرصة ثانية،كيفما كان مبررهم لذلك..فهو بالنسبة لهؤلاء مجرد موسم انتخابات لحظهم أنه موسم دائم(!)..لكن الأكيد أنها فرصة أخرى لتأكيد فشل هذه الجهة بمنتخبيها الكبار و الصغار في التمرين الديمقراطي.
هو هامش لا غير..
محمد المراكشي،
مع التحية.
