حزين هذا الجنوب بدون اعبابو…

20 يناير 2020
حزين هذا الجنوب بدون اعبابو…

حزينا كان يوم الإثنين على هذا الجنوب .. فقد رحل عبد القادر اعبابو.
لم يكن الراحل شخصا عاديا في سماء هذا الجنوب و تلك سوس العالمة ، مثل كثير من أمثاله في عالم الفن بأكادير و باديتها الممتدة… فقد تميزت مسيرته بالعطاء و الابداع في عوالم الركح مجربا و مبدعا و مؤلفا و مدرسا لفنون أب الفنون..
عبد القادر اعبابو واحد من هؤلاء الكثيرين ، المغبونين، الذين أعطوا و ما أعطتهم البلاد ما يستحقونه نظير بذلهم لأجل ثقافة بديلة عن ثقافة الابتذال و التفاهة..في المسرح و في باقي الفنون.. لكنه،مثل أي مثقف عضوي ، بقي متمسكا بهذا الواجب المسرحي و الثقافي تجاه وطنه و مواطنيه منذ بدايات العمل المسرحي ضمن أفق المسرح الفقير منتهيا إلى تجارب النهل من مسرح “البساط” في محترفه المبدع .
يغادرنا عبد القادر اعبابو و نحن لسنا بخير ، و المسرح ليس بخير ،و أكادير فنا وواقعا ليست بخير..بل إني لأرى الخسارة اكبر بحجم الجنوب كله الذي يعتبر اعبابو مسرحيه الأول … لسنا بخير أمام التفاهة و الابتذال الفني واللاذوق و سيادة غريبة للسفاهة “فنا” و للضحك على الذقون “مسرحا” و للموات الثقافي “مجتمعا” و للتيه “وطنا”… لقد كان حريا به أن ينتظر قليلا..
فهذا الجنوب الذي طافه منذ زمن ، وعرض في قاعات دور شبابه الذي كان ومضى ، سيفتقد شعلة أخرى من الأمل في غد بلا تفاهة ، غد يحترم الانسان فينا فيعطينا ما نستحق أن نراه متعة و فائدة و جدوى…
يستحق اعبابو منذ زمن أن ينال نفس الاهتمام الذي أولي ذوي الحظ في العدوتين ومن جاورهما في غول البيضاء وبعضا من مراكش في أحيان ، و أظنه كان سيصير له هامش أكبر من الاهتمام لو كان من أولئك..لكنه كان ابن أكادير و الجنوب و الهامش و أطراف البلد…
وحتما يستحق منا أيضا أكثر من هذا الهامش …
رحم الله عبد القادراعبابو؛
ولروحه ألف سلام.
محمد المراكشي ،
مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة