
حزينا كان يوم الإثنين على هذا الجنوب .. فقد رحل عبد القادر اعبابو.
لم يكن الراحل شخصا عاديا في سماء هذا الجنوب و تلك سوس العالمة ، مثل كثير من أمثاله في عالم الفن بأكادير و باديتها الممتدة… فقد تميزت مسيرته بالعطاء و الابداع في عوالم الركح مجربا و مبدعا و مؤلفا و مدرسا لفنون أب الفنون..
عبد القادر اعبابو واحد من هؤلاء الكثيرين ، المغبونين، الذين أعطوا و ما أعطتهم البلاد ما يستحقونه نظير بذلهم لأجل ثقافة بديلة عن ثقافة الابتذال و التفاهة..في المسرح و في باقي الفنون.. لكنه،مثل أي مثقف عضوي ، بقي متمسكا بهذا الواجب المسرحي و الثقافي تجاه وطنه و مواطنيه منذ بدايات العمل المسرحي ضمن أفق المسرح الفقير منتهيا إلى تجارب النهل من مسرح “البساط” في محترفه المبدع .
يغادرنا عبد القادر اعبابو و نحن لسنا بخير ، و المسرح ليس بخير ،و أكادير فنا وواقعا ليست بخير..بل إني لأرى الخسارة اكبر بحجم الجنوب كله الذي يعتبر اعبابو مسرحيه الأول … لسنا بخير أمام التفاهة و الابتذال الفني واللاذوق و سيادة غريبة للسفاهة “فنا” و للضحك على الذقون “مسرحا” و للموات الثقافي “مجتمعا” و للتيه “وطنا”… لقد كان حريا به أن ينتظر قليلا..
فهذا الجنوب الذي طافه منذ زمن ، وعرض في قاعات دور شبابه الذي كان ومضى ، سيفتقد شعلة أخرى من الأمل في غد بلا تفاهة ، غد يحترم الانسان فينا فيعطينا ما نستحق أن نراه متعة و فائدة و جدوى…
يستحق اعبابو منذ زمن أن ينال نفس الاهتمام الذي أولي ذوي الحظ في العدوتين ومن جاورهما في غول البيضاء وبعضا من مراكش في أحيان ، و أظنه كان سيصير له هامش أكبر من الاهتمام لو كان من أولئك..لكنه كان ابن أكادير و الجنوب و الهامش و أطراف البلد…
وحتما يستحق منا أيضا أكثر من هذا الهامش …
رحم الله عبد القادراعبابو؛
ولروحه ألف سلام.
محمد المراكشي ،
مع التحية.