نون بوست – متابعة
يخوض الطالب المهندس بدر الدين القشابي، منذ أمس الثلاثاء، إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 24 ساعة، خلال اعتصامه المفتوح بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، منذ 20 دجنبر الجاري، احتجاجا على “حرمانه” من سنة احتياطية إضافية، وافقت عليها وزارة التعليم العالي على لسان مدير التعليم العالي والتنمية البيداغوجية، الذي اطلع على ملفه ووافق على طلبه يوم 16 دجنبر 2019، إلا أن إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية أكادير لم تفعل القرار. الشيئ الذي نفاه مدير المدرسة معتبرا أن المتضرر مطرود بموجب القانون.
بداية المشكل
ويحكي الطالب بدر الدين القشابي تفاصيل المشكل، في تصريح خص به “مجلة24″، حين كان “على موعد مع أعضاء لجنة التحكيم يوم السبت 15يونيو 2019، قصد مناقشة مشروع بحثه إلا أنه “تفاجأ برفض مناقشة بحثه لظروف خارجة عن إرادته، رغم جاهزيته التامة لمناقشة البحث في موعده الرسمي”.
وأوضح الطالب المهندس بدر الدين القشابي، أنه “شرع في إعداد بحث جديد تلبية لطلب الأساتذة أعضاء لجنة التحكيم كمشروع بحث للدورة العادية، إلا أنه فوجئ باحتساب البحت الجديد المقدم كأنه تم اجتيازه في الدورة الاستدراكية، رغم الاتفاق مع الأساتذة على أنه سيحتسب كمشروع بحث للدورة العادية”.
وأكد القشابي، في حديثة للجريدة، أنه “تقدم بطلب إعادة تصحيح مشروع البحث على أساس أنه قـُـدِّم في الدورة العادية لكونه إذا لم يحتسب كذلك سيقوده إلى مصير مجهول”، مضيفا أن طلبه “قوبل باللامبالاة والإهمال والمماطلة”.
لجنة لمتابعة ملف الطالب تسائل الإدارة
وساءلت اللجنة المتابِعة لقضية الطالب بدر الدين القشابي، في بيان لها عبر حسابها الفيسبوكي، (ساءلت) إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية أكادير، إن “كانت تدرك أن مشروع البحت سيتم احتسابه كأنه نوقش في الدورة الاستدراكية”، مستغربة من عدم “تحديد مصير الطالب في الوقت المناسب حتى لا يضيع منه فصل الصيف في إعداد مشروع جديد والبحث عن سبيل أخر لاستكمال مساره العلمي”.
وتابع المصدر ذاته، أن “هذه الخطوة لم تلق أي استجابة، ما دفع القشابي إلى طلب استعطاف من أجل السماح بالعودة إلى الدراسة بعد الفصل إلى كل من أعضاء المسلك التربوي وكذلك إلى مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية”.
وعلى إثر هذه المراسلة، يضيف مصدرنا، عقد اجتماع يوم 30 أكتوبر 2019، لمناقشة حالة الطالب، إذ “خلص بإجماع الأساتذة إلى أن يعيد السنة الرابعة، حسب شهادتهم الشفوية، كما هو حال عدد كبير من الطلبة قبله، حتى لا تضيع منه هذه السنة، خاصة وأن قرار الفصل جاء في وقت أغلقت فيه جميع الأبواب في وجهه”.
وأعربت اللجنة المذكورة عن استغرابها من “عدم تفعيل القرار، على خلاف كل الحالات السابقة التي كانت تستفيد من السنة الاحتياطية مباشرة بعد موافقة الأساتذة في مجلس مسؤول”، ما أدى بالطالب القشابي، تضيف لجنة متابعة ملفه، إلى التوجه لمقر الوزارة بالرباط؛ قضى هناك “عشرة أيام يتواصل مع مدير التعليم العالي والتنمية البيداغوجية، الذي اطلع على ملفه ووعده بمناقشته فور توصله بالمعلومات اللازمة من إدارة المؤسسة”، غير أنه، يضيف بيان اللجنة المتابِعة لملف القشابي، “اصطدم بعرض حائط التماطل والتسويف الذي ظلت الإدارة وفية له”.
وأكد بدر الدين القشابي أن عائلته توصلت يوم الإثنين 16 دجنبر 2019، بخبر من مديرية التعليم العالي بالوزارة، مفاده أن “الوزارة وافقت على منح الطالب بدر الدين القشابي سنة احتياطية، إلا أن التفعيل يبقى رهينا بإدارة المؤسسة”.
مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير يوضح
من جانبه أوضح محمد واكريم مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، أن مدرسة المهندسين لها قانون خاص في نظام دراستها، ففيها أقسام تحضيرية للسنة الأولى والثانية، وأقسام التخصص في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة، والمشرّع أعطى لكل طالب الحق في إعادة سنة واحدة في سلك الأقسام التحضيرية، وسنة واحدة للاستدراك في سلك المهندس، بمعنى أن الطالب ليس له الحق في أن يعيد أكثر من سنة حسب القانون الوزاري المنظم لسير المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بالمغرب.
وقال واكريم، في تصريح خص به “مجلة24″، أن الطالب المعني كرر السنة الثالثة في سلك المهندس، بمعنى أنه استنفذ فرصته الوحيدة في الاستدراك، مضيفا أنه لا يمكنه أن يخرق القوانين الجاري بها العمل إلا بموجب ترخيص استثنائي من مديرية التعليم العالي والتنمية البيداغوجية.
ونفى المتحدث أن يكون الاجتماع المنعقد يوم 30 أكتوبر 2019، خصص لمناقشة حالته، مؤكدا أن موضوع الاجتماع تعلق بمِيـَـز دبلومات المتخرجين، وكانت حالة الطالب بدر الدين القشابي خارج البرنامج الرسمي للاجتماع، إذ أعرب الأساتذة عن استعدادهم أن يقبلوه في الدراسة، إذا تم حل مشكله بيداغوجيا.
واعتبر محمد واكريم، مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، أن الطالب المشتكي مطرود بموجب القانون، كونه استنفذ السنة الاحتياطية في سلك المهندسين، ما لم يكن هناك ترخيص استثنائي من طريف الوزارة الوصية يسمح له باستئناف دراسته.
