في هذا الحوار سنتقرب أكثر من الفاعلة الجمعوية نادية أزرو رئيسة جمعية جنة لأطفال التوحد بسيدي افني .نسألها عن أهم تحديات وأهداف جمعيتها التي تناضل من اجل تخفيف بعض معاناة الأسر من جهة ومن جهة اخرى توعية المجتمع وأيضا ادماج الاطفال ذوي التوحد .
حاورتها ليلى أودة
اولا، نريد نبذة تعريفية عن الجمعية ؟
تأسست جمعية جنة لأطفال التوحد بسيدي افني يوم 23_05_2018 بناء على الحاجة الملحة للاسر وفي غياب مؤسسات تهتم بالاطفال ذوي التوحد بالمدينة جاء هذا الاطار الجمعوي كمتنفس لهذه الاسر وتنفيذا لروح الاتفاقية والشراكة المبرمة بين الجمعية والمديرية الاقليمية للتربية والتكوين تم تخصيص قسم بمدرسة حليمة السعدية يشرف عليه طاقم تربوي مكون .
ومن اهداف الجمعية الاساسية التوعية والتحسيس والتكوين وادماج الاشخاص ذوي التوحد في المجتمع مع استحضار خصوصية التوحد قصد الحفاظ على حقوقهم الكاملة .
ما هي أعراض وعلامات مرض التوحد؟
التوحد ليس بمرض بل هو اضطراب في النمو العصبي للانسان مما يؤثر على تطور وظائف العقل وينتج عن ذلك قصور في اللغة والتواصل والتفاعل الاجتماعي والقدرة على التخيل ،وتظهر بعض الاعراض عند الاطفال في المرحلة المبكرة مثل قلة الاتصال بالعين او عدم الاستجابة لاسمه او عدم الاكثراث بمحيطه او من حوله…وقد ينمو اطفال اخرين بشكل طبيعي خلال الاشهر والسنوات الاولى القليلة من عمرهم لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانيين أو يفقدون مهارات لغوية كانت مكتسبة عندهم
هل من إحصائيات دقيقة حول عدد مرضى التوحد باقليم سيدي افني ؟
اما فيما يتعلق بالاحصائيات الرسمية للتوحد بالاقليم فليس لدينا معلومات دقيقة في هذا الجانب الا انالجمعية وفي اطار انفتاحها على المحيط ستقوم بتنظيم قافلة طبية مكونة من جميع التخصصات للتشخيص والوقوف بشكل مؤكد على عدد الاحصائيات بالاقليم .
هل يواجه أطفال التوحد مشاكل في ولوجهم للمؤسسات التعليمية؟
ان المشاكل التي يواجهها اطفال ذوي التوحد كثيرة ومتعددة وقد تختلف من حالة الى اخرى أهمها صعوبة في الاندماج خاصة في المؤسسات التعليمية وبحكم ان هذه المؤسسلت حاليا لا تتوفر على اطر متخصصة في التوحد و الاليات الضرورية للاشتغال بالاضافة الى مقاربة الادماج تفتقد الى المعايير الخصوصية لاحتضان الطفل التوحدي.
ماهي التحديات التي تواجهها جمعية جنة لاطفال التوحد ؟
بالرغم من المجهودات المبدولة من طرف الجمعية وشركائها وتوفرنا على قسم بمدرسة حليمة السعدية وانخراطنا كذلك في التحالف الوطني للجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب والذي من خلاله تحدد اهذاف الاشتغال واستفاذتنا كذلك من بعض المنح الممنوحة من الجهات المعنية الا انه ولخصوصية التوحد تبقى الاكراهات قائمة وأهمها _ارتفاع التكاليف المادية للمقاربة التربوية وتعديل السلوك
_غياب فضاءات ملائمة للعمل سواء تعلق الامر بالمجال التربوي والرياضي والترفيهي ..
_الزامية المجال لدورات تكوينية عديدة وخاصة سواء للاسر والمشرفين على التأهيل والتربية
_ النظرة المجتمعية المحدودة في فهم التوحد
_ غياب موارد مالية قارة لسيما ان أغلب أسر الاطفال محدودة الدخل كذلك غياب اطر القطاع التربوي المعني متخصصين في المجال .
كلمة أخيرة.
لا بد من توجيه الشكر لكل من دعم الجمعية للقيام بهذه المهام النبيلة وتخطي العديد من الصعاب حيث تطلب ذلك تضحيات جسام تجسدت من خلال تجربتنا الحالية .الا ان الاعتماد على الجمعية فقط للقيام بكل الادوار الاساسية لمقاربة التوحد يبقى صعب المنال لذلك لابد من تظافر الجهود من جميع المسؤولين وكذلك توفير اطر تربوية ذات كفاءات وقدرات في هذا المجال لتعميم الفائدة وتحقيق المردودية الناجعة في ظل الحفاظ وصون حقوق الطفل التوحدي .