سيدي إفني ،و صدمة استطلاع الثقة…

10 ديسمبر 2019
سيدي إفني ،و صدمة استطلاع الثقة…

htjjt-lmgrb

لا صدمة في الموضوع..فقط “صحافة البلد” أرادت ان تجعل منها “صدمة”! وكأنها لا تعرف مثلما يعرف الحال اصحابه أنه ليس على مايرام فيما استطلع الناس فيه…
نشر “المعهد المغربي لتحليل السياسات” دراسة استطلاعية عنوانها :”مؤشر الثقة وجودة المؤسسات”،هذه اهم خلاصاته…
ثلث المغاربة المستجوبين،31,8% قالوا إنهم غير فخورين بأنهم مغاربة. وهو رقم مهم بالمقارنة مع الفخورين بشكل مطلق و إن كانوا 35,4%…
69,7% غير راضين عن التوجهات العامة للبلاد..و 55,5% غير راضين عن الوضع الاقتصادي..بل إن 58,3% منهم عبروا عن أنهم شاركوا في “المقاطعة الاقتصادية”.
74,7% من المستجوبين أكدوا عدم ثقتهم في خدمات المستشفيات العمومية. و 50,6% منهم لا يعبرون عن الثقة في التعليم العمومي.
الاستطلاع أكد أن 83,9% يعتقدون بانتشار الفساد في البلاد ، و 49,3% منهم يعتبرونه مستشرٍ للغاية.
المثير أيضا أن المغاربة حسب الاستطلاع لا يثقون في معظم الناس بنسبة 90,6% …
على اي الأرقام “الصادمة” كثيرة و موجودة للاطلاع على مزيد من الصدمة التي لا تصدم.. فالبلد ومنذ “التقويم الهيكلي” أوائل الثمانينات و هو ماض الى هذا الحضيض..إلى مزيد من “لاثقة” الناس.
يكفينا النظر الى أمام أرجلنا..كل من موقعه ،وفي مدينته و قريته ليجد تجليات هذه المؤشرات التي أتت في الاستطلاع الذي اجده صادقا إلى حد بعيد رغم انه (وهذا اكيد) حرص على عينة من غير هذا المغرب العميق الغميق السحيق…
يقول رشيد أوباز ،وهو باحث رئيسي في المعهد المغربي لتحليل السياسات الذي أنجز الاستطلاع، في حديث مع أسبوعية الايام في عددها الأخير(876) التي اعتمدناها مصدرا : إن الهدف من الدراسة الاستطلاعية إعادة بناء الثقة في المؤسسات”…
في سيدي إفني مثلا ،و بعد عشرية من الغضب على التهميش و الغبن ، يمكنني الجزم ان هذه الثقة التي يراد بناؤها مهما كانت النيات يستحيل أن تعود..في الأمد المتوسط على الأقل..
ويكفي أن نعود كل هذه العشر سنوات لنرى ما تحقق؟!
إن هناك آلة غريبة تأتي على كل أحلام البسطاء منذ أن تم خنق تجربة المجلس البلدي التاريخي “لأركانة” من داخله ومن خارجه ،و مسارات العزل و الإقالة ، وحتى الفيضان و القرمزية. كل ذلك سيزرع لا محالة شعور اللاثقة في مؤسسات البلد و جدوى “مشاريعها” … وهو ما نراه مثلما تخبرنا الدراسة هذه.
لاشيء يمكنه أن يجعل الناس هنا تتفاءل ،في هذه المدينة التي لا ملعب قرب واحدا فيها و لا سينما أو معمل خياطة أو تعليب سردين أو حتى ورشات مهنية لتدريب خريجي التكوين المهني…
لا شيء يجعلهم يعبرون عكس ما عبرت عنه هذه الدراسة الاستطلاعية ، وعكس ما عبرت عنه تلك العينة من المواطنين المغبونين المنهكين فاقدي الثقة في أنفسهم ومحيطهم هناك ،في أمكنة كثيرة ،مثلما هنا…

محمد المراكشي،
مع التحية.
رابط الدراسة: هـــنـــا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة