سيدي افني ما بعد القرمزية ،جرس للقلق

محمد أنفلوس

لا أحب ان اكون متشائما ولكن الاخبار الواردة من مداشر ايت باعمران تؤكد انتشار الحشرة القرمزية بشكل رهيب.والى حد الساعة لم تتمكن السلطات الوصية من وقف تقدم هذه الحشرة التي تفتك في صمت  50 ألف هكتار من نبات الصبار.

حشرة صغيرة تلتهم بشراهة منذ شهور أهم مورد دخل لاقليم سيدي افني .ومن يتابع فيديوهات “لجنة يقظة صبويا” يصاب بالحسرة من مشهد كروم الصبار التي تتساقط تباعا جافة وفارغة .

 280 ألف طن انتاج سنوي ،وأجودها وطنيا ،مهددة من طرف حشرة ماكرة قادمة من الغابات الاستوائية لأمريكا والمكسيك 

 2700 فلاح مهدد بفقدان فرص عمل في جني وزراعة فاكهة الصبار بالاقليم رغم ان وزارة الفلاحة والصيد البحري رصدت  مزانية قدرها 80 مليون درهم من اجل تعزيز تدابير محاربة الحشرة الماكرة، ووقف انتشارها، من خلال تعزيز وتكثيف برنامج اقتلاع ودفن الأغراس الأكثر تضررا.

لكن لا أحد ينام مثلنا خائفاً وقلقاً.

لا قدر الله وتمكنت هذه الحشرة من الاستيطان وسطنا فان ضررها سيتجاوز الفاكهة ليصيب بنية اجتماعية بكاملها.

فقد نعيش نهاية فاكهة الصبار بالاقليم، ولك ان تتصور ايت باعمران بدون “اكناري” الذي تحول منذ زمان الى جزء من الهوية الجماعية للمنطقة.
وليس من المستبعد ان تعرف المناطق القروية هجرة السكان بعد ان يضيع اهم مورد اقتصادي يعيل عوائل بكاملها.لان الساكنة  ستهاجر مضطرة بسبب واقع موضوعي ناتج عن فشل الدولة في القضاء على الحشرة..
السؤال الذي يجب التفكير فيه من الان: ما هو البديل التنموي الذي يمكن اقتراحه على منطقة لا تملك سوى بحرها ومناخها وتاريخها التليد؟

وحتى لا أختم مقالي بنبرة تشاؤمية وحتى أوقف رنين جرس القلق الذي بدأت به المقال سأحكي رد أحدهم سألته عن القرمزية واضرارها فأجابني” أرض أيت باعمران حين هددها الجراد في الثمانينات ،وحركت الدولة اسطولا من الطائرات لرش الدواء ورغم ذلك لم تفلح في منعه من دخول هذه الارض فاننا قمنا بجمع الجراد وتجفيفة وقليه وصرنا نبيعه للمدن المجاورة باكثر من ستين درهما للخنشة

لا تخف يا صديقي فهذه ارض مقاومة