مواقف تعليمية..عن مباراة “التوظيف” الأخيرة.

18 نوفمبر 2019
مواقف تعليمية..عن مباراة “التوظيف” الأخيرة.

concours-enseignants-contrat-2019-2020أتمنى أن تكون هذه المواقف التعليمية (ضمن الهوامش) التي نبدؤها اليوم ملامسة لمكامن النقد البناء للتعليم المغربي، مواعد منتظمة دون إطالة أو إطناب أو “تزويق” للكلام..

و لنبدأ من المباراة المعلومة الأخيرة..
فقد مرت السبت مباراة “توظيف” الاساتذة الجدد عبر أكاديميات البلاد ، و بغض النظر عما أثاره هذا الموضوع و لازال من “مواقف” ،فإن الموقف اليوم يجرني لملاحظات حول الامتحان نفسه..مادام كل ما جاء فيه يجعله “امتحانا” لا مباراة توظيف..
و يمكن إجمال الملاحظات التالية :
1- لا أعتقد أن الذين وضعوا الامتحانات الواردة في هذه المباراة يدركون أن الذين سيجتازونها هم من خارج المنظومة..فكل الذين رأوا هذه “المواضيع” ، أكدوا أنها صعبة إلى درجة أن ممارسي المهنة المكونين و المجربين سيقفون امامها عاجزين عن الاجابة.
2-كان من الممكن اختبار هؤلاء الشباب -المليئين بالأمل في ايجاد عمل- باختبار الجوانب المعرفية التي لها علاقة بتخصصاتهم بدلا من هذه “السادية” في اختبار تمثلاتهم فقط عن مواضيع هي بالنسبة لأغلبهم مثل “السيونس فيكسيون”.
3- الذين وضعوا الاختبارات بدوا بهذه التجربة بعيدين جدا عن الواقع التعليمي و يخلطون بين الامتحان المهني لموظفين مكونين و متمكنين من أدوات المعرفة البيداغوجية و الامتحان الخاص بناس لا يعرفون شيئا عنها و لم يتكونوا..و كأنهم يمتحنون فيهم قدرتهم على “التكوين الذاتي القبلي” أو “ما عرفت أشنو” !!!
4- “برزطتنا” الوزارة منذ أزمة الاساتذة العام الماضي عن “التوظيف الجهوي” ..فلماذا لم تترك أمر الاختبارات الخاصة بهذا التوظيف للأكاديميات و تكون بذلك منسجمة مع ذاتها؟!!
5- هل من الضروري مثلا ان نجد في امتحان اللغة الفرنسية للابتدائي نصا لإميل زولا،مغرقا في المفردات و التعابير الصعبة و كأن واضعيه يستعرضون عضلاتهم اللغوية آكلين الثوم بفم زولا في “مواجهة” ممتحنين سيدرسون نصوصا بلغة بسيطة و معربة لتلاميذ الابتدائي؟!! ألم يكن بالامكان وضع نص مدرسي مماثل لما سيدرّسونه للتلاميذ؟!
6- لا اظن أن المجتمعين في مكاتب الرباط لوضع امتحان لكل أبناء الوطن قد وضعوا في اعتبارهم أن أغلب هؤلاء آتون من العطالة و لم يأتوا من مراكز تكوين تعلمهم مفاهيم البيداغوجيا و الديداكتيك و تمهرهم في تنظيم جذاذات…
أيها السادة..هذه لم تكن مباراة ، إنها كانت استعراضا نجح في رسم الهوة الكبيرة بين أجيال لا تريد أن تفهم “تابعيها”، أجيال مصرة على احتكار السلطة المعرفية بمنطق من هم فوق في مواجهة من هم تحت…!

هذا ،والسلام.

محمد المراكشي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة