أسا الزاك ملتقى الصالحين

مند مئات السنين حينما يعلن عن وفاة احد الاشخاص والدي يعتقد انه ولي صالح و الله اعلم ان كان صالحا او غير صالح يقوم بعض ساكنة بلدته ببناء ضريح فوق قبره و كما هو معروف في شريعتنا ان البناء على تلك القبور حرام قطعا و دبح الاضاحي عندها شرك بالله و لا يجوز اكل لحمها شرعا.
و نفترض ان الشخص الدي يعتقد انه ولي صالح لو اعاد الله له روحه لتبرأ من عمل هؤلاء و المشكل لا يتوقف عند هدا الحد بل يتجاوزه الى ما هو أبعد حيث بعد مرور السنين تبدأ ساكنة بلدة المتوفي باقامة ما يسمى الموسم الديني و في موعد سنوي محدد فتكثر المنكرات و البدع الى حدود الشرك بالله. قال النبي صلى الله غليه و سلم *لا تجعلوا بيوتكم قبورا و لا تجعلوا قبري عيدا و صلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم * . بمعنى لا تجعلوا بعد وفاتي يوما تتواعدون فيه لاقامة الموسم الديني و هو ما نشهده اليوم و للاسف الشديد في الالاف من المواسم ببلادنا و نجد الجهات الرسمية ببلادنا تشجع على دلك لان هدفها هو الهاء الشعب و اخضاعه.
ان فرنسا الدولة العلمانية تساهم بملايين السنتيمات من اجل ترميم الاضرحة ببلادنا و لديها رغبة جامحة ان ترى غالبية الشعب يعيش طقوس الوثنية و هو الامر الدي يصب في مصلحتها.
سيدي فلان المتوفى الله اعلم به ان كان صالحا او غير دلك .يقال –شحال من قبة كتزار و مولاها فالنار.–. سيدي فلان في عداد المقبورين و ليست له اي منفعة او مضرة لزواره. بل هو من يحتاج الينا ان ندعو له و نطلب له المغفرة من الدنوب. و لا مجال للاعتقاد بالتبرك به اثناء زيارتنا لضريحه و ان لا نرجو الشفاء و قضاء اغراض دنيوية بالدعاء عند قبره لان من فعل دلك فقد جعل هدا المقبور وسيطا له عند الله و ان هدا العمل يعتبر عبادة بمعنى ان الفاعل له فكانما يعبد صاحب القبر و العياد بالله بدليل كلام الله عز وجل * و ما نعبدهمالا ليقربونا الى الله زلفا* صدق الله العظيم.
النبي صلى الله غليه و سلم خير البشرية فحينما تزور قبره يجب عليك ان تكتفي بالسلام عليه و ان تقول فقط جزاك الله عنا خيرا و تنصرف فما بالك بغيره من هؤلاء المقبورين . ادن على هدا الاساس فلا يعظم الا الله سبحانه و تعالى.
فعلى هدا الشعب العظيم ان يتفقه في دينه و ان يحتاط من الاعداء المتمثلين في الدوائر المعادية للاسلام و التي تسعى جاهدة كي تنشر مظاهر الشرك و الوثنية و تحب ان يكون غالبية الشعب أميا جاهلا لا يعرف عن دينه الا الاسم و عن القرآ ن الا الرسم.
فكل من قصد تلك المواسم البدعية الشركية و لم يقدم النصيحة للمخالفين فهو في نظر الشريعة فكانما شارك في الاثم و المعصية لان من المنطقي ان حضورك هناك فكانما تبارك دلك الاحتفال مما تساهم في ازدياد الحضور كثافة سنة بعد سنة فيظن غالبية الاميين و الجهال الحاضرون خاصة ممن يرتكبون تلك البدع و المنكرات انهم على جادة الصواب و العكس انهم ضحية سياسةو مكر خبيث.
حكى لي يوما احد الاصدقاء انه سبق ان حضر باحد المواسم الدينية بالصحراء فامره احد الصحراويين مشجعا اياه قائلا –كل لحم الصوولاح راهو زاين و فيه الشفاء و الدواء– …هدا مثال لما يعتقده بعض زوار المواسم للاسف الشديد.
المستفيد الاكبر من تلك المواسم هم شيوخ الاضرحة و اقرباؤهم بحيث يتلقون هبات مالية مهمة من الدولة و يستفيدون من اموال يقدمونها الزوار و المعروفة باسم* فلوس الزيارة* اضافة الى اموال و اكباش و مواد التموين مصدرها مغاربة الداخل التجار و كدا مغاربة الخارج .