حكایة عربة البوعزیزي التي أقلت قیس سعید الى قصر قرطاج
حینما حركت الشرطیة فادیة حمدي یدها في اتجاه خد كادح بسیط، لم تكن تدري أنها ستحرك
سواعدا أیأسها ظلم الطاغوت، هل نقول: «على أهلها جنت براقش” أم” رب صفعة نافعة” تحولت الصفعة
” بقدرة قادر من خد البوعزیزي الى “ظهر ” بن علي، إنها الصفعة التي قصمت ظهر البعیر ” بن علي
.وغیرت المشهد السیاسي في تونس .
بدأت الحكایة یوم الجمعة 17دیسمبر 2010 ،حینما خرج البوعزیزي لكسب قوت أسرة تتكون
من 9 أفراد من بینهم معاق، اعترضت عناصر الشرطة عربة البوعزیزي التي كانت في طریقها الـــى
سوق الفاكهة، یقول رفاق البوعزیزي: أن الشرطیة فادیة كانت تلاحقه لمدة 6سنوات، أخذت فادیة اول
سلة فاكهة ووضعتها في سیارتها، ثم شرعت في حمل الثانیة كما أرادت أن تأخذ المیزان ” وأغلى ما في
العربة كما یعرف الباعة المتجولون هو المیزان «وحینما أراد منعها دفعته وضربته بهراوتها ثم اعترضها
مرة أخرى فصفعته أمام الملأ وفي التراث القبلي التونسي حینما تصفعك امرأة فعلیك أن تلبس فستان
امرأة) وهذا ما رفع نسبة الأدرینالین في دم البوعزیزي ماذا كان رد فعل البوعزیزي في تلك اللحظة؟
.لماذا تفعلین هذا بي؟ أنا إنسان بسیط، لا أرید سوى أن أعمل” ثم اتجه صوب ولایة الأمن والبقیة تعرفونها
،إنها صفعة أحرقت رجلا، ورجلا أحرق مستبدا، وعربة من خشب، دحرجت كرسیا من ذهب
ارحل) التي اصبحت شعار الثورات والمظاهرات أطلقتها الشرطیة) (Dégageقلیلون یعرفون أن عبارة
.فادیة في وجه البوعزیزي فأطلقها الشعب في وجه الطاغیة
“فارحل بسلم وإلا نوقد الحطبا
لقد حفر نظام بن علي هوة عمیقة بینه وبین شعبه وظهر أن ستالین وموسولیني تلامذة مستمعین في مدرسة
حضرته. أمنیتي أن یدخل المواطن العربي الى مركز الشرطة، أو المستشفى، أو المحكمة، أو عند
القائد والباشا آمنا مطمئنا كما یدخل بیوت االله ودون أن یحس بنوع من القلق، والرجفة كأنما على
.رأسه الطیر وأن یستقبل لا بابتسامة مدیر البنك ولا طبیب الأسنان بل أن یعامل معاملة تلیق بكرامته
إن داخل كل إنسان بركان خامد، وابسط حركة من موظف غیر مسؤول ممكن أن تؤجج النار ونحمد االله
،أن هكذا ممارسات بدأت تندثر إلا من خبر هنا أوهناكـ
وكل صفعة وأنتم بخیر، سعید الخضار
28/10/2019
