
نشرت صحيفة “البريوديكو دي اراغون” بتاريخ 11 /05/2019 مقالا حول الذكرى الخمسين لاستقلال مدينة سيدي افني بقلم الباحث والمؤرخ الاسباني لويس نيغرو ماركو، عنونته بما يلي:” عندما كانت افني مقاطعة اسبانية” وقد دلني عليه الزميل محند نعناع مشكورا ،لذا بهذه المناسبة أشارك قراء نون بوست اهم ما جاء في المقال المذكور باختصار غير ممل .
بحلول 13 ماي 1969 تكون قد مرت خمسة عقود على المصادقة على عودة افني الى المغرب ، كان القرار مصحوبا باتفاقية صيد مغربية اسبانية وقع عليها الطرفان في الرابع من يناير من نفس السنة من طرف وزير الخراجية المغربي أحمد العراقي ونظيره الإسباني غارسيا دي فيلاسكو قبل أن يقرها الملك الحسن الثاني والجنرال فرانكو.
تقع افني على مساحة 1500كلم مربع تقريبا مع حدود غير مضبوطة جيدا وتبعد عن جزر الكناري بحوالي 300 كلم .
تقع هذه المنطقة ضمن ما كان يسمى “محمية فرنسا بالمغرب التي استمرت من 1912/1956
وبالمقابل نجد ان مقاطعتي فرنانديو وريو موني في غينيا الاسبانية سبقتا افني للاستقلال بتاريخ 12/01/1968 باشهر قليلة ،
تشير الوثائق الى أن الاسم الأول لافني كان : سانتا كروز دي لامار بيكينيا كأول أرض تابعة للتاج القشتالي خارج اسبانيا بعد احتلالها سنة 1474 من قبل الاشبيلي دييغوو غارسيا دي هيريرا ، وفي سنة 1496 بلغت “مجدها ” من قبل الونسوفيرناديز لوغو ،حيث تم بناء قلعة صغيرة هناك. ففي مختلف المعاهدات المغربية الاسبانية المتعاقبة كان سلاطين المغرب يدركون أن تلك البقعة من الأرض والتي تبدو على شكل نصف قمر أن ملكيتها تعود لاسبانيا .
وفي سنة 1934عهدت الجمهورية الثانية الى العقيد أوز والدو فيرناندو كباز (1894/1936)
بمهمة الاحتلال الفعلي لافني هذا الأخير الذي كان أول حاكم لأراضيها، وبعد مرور عام أعادت اسبانيا توحيد أراضيها في الغرب الافريقي في منطقتي افني والصحراء.
بعد ذلك وفي الرابع من ابريل 1956 يصل الملك محمد الخامس الى مدريد للتوقيع على الاستقلال النهائي للبلاد ، ومع ذلك ظلت افني والصحراء بمثابة أراض اسبانية حتى قيام جيش التحرير المغربي بانتفاضة مسلحة في يونيو 1957 هذه الانتفاضة التي دامت حتى فبراير 1958 والتي كانت تكلفتها مؤلمة للغاية من حيث الخسائر في الأرواح الاسبانية حوالي 200 قتيل و500 جريح و80 مفقودا و40 سجينا اطلق سراحهم في مايو 1958.
سعيد الخضار 12/05/2019
للاطلاع على المقال الأصلي : الـــرابط
الصورة :فرانكو يستعرض القوات المتجهة الى افني
الكاتب لويس نبغرو زار سيدي افني مرتين في السنوات القليلة الماضية في إطار أنشطة تاريخية في الموضوع بشراكة جامعة ابن زهر وتأتي هذه المحاولات الأكاديمية لاسبانيين موالون للحكومات الأخيرة لاعاظة كتابة تاريخ اقليم افني بشكل يخافظ على مصالح اسبانيا مع المغرب مرحليا والتي أصبحت تعد الشريك التحاري الاول بدل فرنسا بعد طفو ملف افني على الساحة من جديد سنة 2006 إذ يسعى مجموعة من الاساتذة الاسبان الموالون للطرح الحكومي المصلحي الى تغيير عديد من المفاهيم السياسية ك:( تسليم افني للمغرب ب مصطلح استرحاعها للمغرب…)
وهذه الكتابات بكبعة الحال لا تغير شيئا من الوقائع التاريخية الموثقة سوى أنها تلبي رغبة مغربية للاحتفال بما تسميه الذكرة الخمسون لاسترحاع سيدي افني كما جاء في خطاب المسيرة الأخير