نون بوست علي الكوري
شهد ملعب مولاي رشيد عصر اليوم الأحد 28 شتنبر مباراة جمعت بين فريقي شباب المسيرة واتحاد الوجدي، وسط حضور جماهيري غفير يعكس الشغف الكبير لكرة القدم المحلية. إلا أن واقع الملعب كشف عن قصور كبير في البنية التحتية، ما جعل تجربة الجمهور غير ملائمة تمام.
يعتمد الملعب على واجهة واحدة فقط لمتابعة المباريات، وهو ما يحد بشكل كبير من قدرة الجمهور على التوزع ومشاهدة المباراة براحة. العدد الكبير من الحاضرين أدى إلى تكدس واضح، مما يثير مخاوف تتعلق بسلامة المتفرجين ويقلل من متعة المتابعة.
من الناحية التنظيمية، يطرح الوضع الحالي أسئلة حول كفاءة المسؤولين المحليين في توفير بنية تحتية رياضية تلبي الاحتياجات الفعلية للفرق والجماهير. ورغم أن رئيس الجهة يشغل أيضاً منصب رئيس اللجنة المؤقتة لنادي شباب المسيرة، إلا أن الملعب يظل بعيدا عن معايير السلامة والراحة الأساسية.
الملعب يفتقر إلى مدرجات كافية ومقاعد مناسبة، كما يفتقد تجهيزات أساسية مثل الظلال الواقية من الشمس والمرافق الصحية الضرورية. هذا النقص يجعل من متابعة المباريات تجربة صعبة خصوصا للعائلات والأطفال، ويعكس ضعف الاهتمام بالتجهيزات الرياضية على مستوى الإقليم.
رغم كل هذه الإشكالات، أظهر الجمهور روحا رياضية عالية وحماسا كبير ، وهو ما يضع على عاتق الإدارة المحلية مسؤولية كبيرة لتوفير فضاءات رياضية لائقة وآمنة. الجمهور اليوم لا يطالب إلا بالحد الأدنى من المرافق الأساسية التي تضمن سلامتهم وراحة المتابعة.
في الختام، يظل ملعب مولاي رشيد نموذجا صارخا على التناقض بين حماس الجماهير وإهمال البنية التحتية الرياضية. دون تدخل عاجل لتوسيع المدرجات وتحديث المرافق، سيبقى الملعب عاجزا عن استيعاب أكثر من 200 شخص بشكل آمن، مما يعكس قصورا واضحا في التخطيط الرياضي المحلي.
وتتضاعف علامات الاستفهام عندما نتذكر أن مدينة العيون تتوفر على ملعب كبير وذي مواصفات عالية، وهو ملعب الشيخ محمد لغظف، الذي ظل لسنوات يستقبل مباريات كبرى ويحتضن لقاءات رسمية ودولية. غير أن نادي شباب المسيرة، ممثل الصحراء وصوتها الرياضي، يبقى محروما من الاستفادة من هذا الصرح الرياضي، وكأن هناك إقصاءً مقصودا أو غيابًا للإنصاف في توزيع الاستفادة من المنشآت. إن هذا الواقع يفرض علينا أن نتوجه مباشرة إلى المسؤولين بالجهة، وفي مقدمتهم رئيس الجهة الذي يترأس في الآن ذاته اللجنة المؤقتة لتسيير النادي، لنسأل: لماذا يُترك الفريق يتيه بين ملاعب صغيرة لا تستوعب حتى 200 متفرج، في حين أن ملعبا كبيرا بمعايير محترمة يقبع على الهامش بعيدًا عن جمهوره الطبيعي؟ ولمصلحة من يستمر هذا الحرمان؟