طرفاية : حصن كاسامار.. معلمة شامخة في قلب التهميش

3 سبتمبر 2025
طرفاية : حصن كاسامار.. معلمة شامخة في قلب التهميش

نون بوست              علي الكوري 

على الساحل الأطلسي لمدينة طرفاية، يقف حصن كاسامار أو “دار البحر” شامخاً منذ عقود طويلة، شاهداً على تاريخ المنطقة وعمقها الثقافي. ورغم رمزيته التراثية وقيمته المعمارية، ما يزال هذا المعلم في حالة إهمال متواصل، تتقاذفه رياح البحر واللامبالاة المؤسساتية، وكأن صمته يصرخ في وجه المسؤولين.

ورغم إدراجه ضمن الذاكرة التاريخية للإقليم، فإن أي مبادرة حقيقية لترميمه أو إدماجه في مسارات التنمية السياحية والثقافية تكاد تكون غائبة. إذ لم يلمس الزائر ولا الساكنة المحلية أي أثر لمشاريع صيانة جدية، في وقت تنفق فيه أموال طائلة على برامج ومهرجانات لا تترك أثراً مستداما.

المجالس المنتخبة، محلية وجهوية، تتحمل مسؤولية مباشرة في هذا التهميش، حيث ظلت تردد نفس الوعود دون أن تترجمها إلى مشاريع ملموسة. فكيف يعقل أن يظل حصن بحجم كاسامار مجرد أطلال مهددة بالاندثار، بينما يفترض أن يكون واجهة سياحية قادرة على جذب الاستثمار والزوار؟

هذا الوضع يكشف غياب رؤية حقيقية لدى المسؤولين في التعاطي مع التراث المحلي، والاكتفاء بخطابات المناسبات. فالتراث ليس مجرد صور ترفع في التقارير، بل مسؤولية تتطلب إرادة سياسية وميزانيات موجهة بذكاء، خاصة وأن معالم أخرى أقل شأنا في مناطق مختلفة حظيت بعمليات ترميم جعلتها مراكز إشعاع اقتصادي وثقافي.

إن إنقاذ حصن كاسامار لم يعد خيارا ترفيهيا، بل ضرورة ملحة لصون الذاكرة الجماعية لطرفاية، وإعادة الاعتبار له كجزء من هوية المنطقة. ومن المخجل أن يبقى معلم بهذه القيمة أسير الإهمال، فيما الشعارات حول التنمية الثقافية والتراثية لا تتوقف عن الترديد في الدورات والبرامج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة