نون بوست علي الكوري
تعيش مدينة أسا، ما بين 4 و7 شتنبر 2025، على إيقاع الموسم الديني السنوي المنظم احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447 هـ، وهو حدث روحي وثقافي بارز بإقليم أسا الزاك المصنف تراثا لاماديا إسلاميا لدى منظمة اليونسكو.
ويأتي الموسم تحت الرعاية الملكية السامية، تأكيدا على رمزية هذا الموعد الديني المتجذر في الذاكرة المحلية والوطنية، ومكانته في صيانة الموروث الروحي وتعزيز قيم التضامن والتآخي داخل المجتمع.
برنامج الموسم يتوزع بين لحظات دينية وروحية، من خلال حلقات الذكر والمديح والسماع الصوفي، ودروس وعظية وإرشادية يؤطرها علماء وفقهاء، إلى جانب ندوات فكرية تسلط الضوء على مكانة الزوايا في التاريخ المغربي وأدوارها التربوية والاجتماعية.
كما يشمل الحدث جوانب اجتماعية مهمة، حيث تنخرط مؤسسات مختلفة في مبادرات للتكافل والتضامن لفائدة الساكنة المحلية، من خلال حملات طبية وأنشطة إنسانية موجهة للفئات الهشة، إلى جانب أنشطة ثقافية وترفيهية للأطفال واليافعين.
وتميزت دورة هذه السنة باستضافة الزاوية الشرقاوية كضيف شرف، اعترافا بدورها التاريخي في نشر العلم والتصوف وتخريج العلماء والفقهاء، وهو ما يعكس قيمة الزوايا المغربية في ترسيخ الهوية الدينية والروحية للمملكة.
ويظل الموسم الديني بأسا موعدا سنويا متجددا يجمع بين البعد الروحي والعلمي والاجتماعي، ويعزز إشعاع الإقليم كفضاء للتراث الحي، ومركزا يرسخ حضور الأقاليم الجنوبية ضمن مسار الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمغرب.