نون بوست علي الكوري
شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء بنيويورك، في رئاسة اجتماع وزاري رفيع المستوى لتخليد الذكرى العشرين لاعتماد مبدأ “المسؤولية عن الحماية”. هذا اللقاء نظمه المغرب بشراكة مع اللوكسمبورغ وغواتيمالا، على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعرف مشاركة وزراء ومسؤولين سامين من الدولتين الشريكتين.
وفي كلمته، أعرب بوريطة عن أسفه لاستمرار الجرائم الجماعية التي تستهدف المدنيين، مذكرا بأن تأسيس الأمم المتحدة جاء أساسا لوضع حد لجرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن هذه المآسي ما تزال متواصلة رغم مرور عقود على إقرار هذا المبدأ.
كما توقف الوزير المغربي عند الوضع في غزة، معتبرا أن ما تعرفه من مجاعة ونزوح قسري ومجازر يمثل فشلا صارخا للمجتمع الدولي في حماية المدنيين، ويعكس التناقض الكبير بين الخطابات الدولية المنمقة والواقع الإنساني المرير.
وأكد بوريطة أن ما يحدث في غزة يجسد عجز الأمم المتحدة ودولها الأعضاء عن تفعيل مبدأ “مسؤولية الحماية”، رغم مرور عشرين عاما على اعتماده، مما يجعل إعادة النظر في هذا المفهوم وتطويره ضرورة ملحة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في مختلف النزاعات.
وأشار الوزير إلى أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، راكم خبرة معتبرة في مجال عمليات حفظ السلام، خصوصا بالقارة الإفريقية، حيث ساهم بحضوره الميداني ومبادراته في تعزيز الثقة بين المدنيين، وهو عنصر أساسي لضمان سلام دائم رغم التحديات الجديدة مثل خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي.
واختتم بوريطة بالتأكيد على أن المغرب، المنخرط ضمن مجموعة أصدقاء “مسؤولية الحماية”، سيظل متشبثا بخيار جعل حماية الأشخاص في صلب أولوياته، وطنيا ودوليا، مع التركيز على صيانة الكرامة الإنسانية والوقاية من الفظائع عبر مبادرات جماعية ومسؤولة.