حاورها علي الكوري
تعمل “نهيلة مورشيد ” ممرضة بمكتب حفظ الصحة، حيث اكتسبت تجربة مهنية غنية خلال فترة تدريبها داخل المستشفى والمراكز الصحية. شكلت هذه التجربة محطة أساسية في تكوينها المهني، إذ واجهت العديد من التحديات التي عززت من قدراتها على تحمل المسؤولية وتقديم الرعاية الصحية بكل تفانٍ. وقد تركت لحظات خدمة المرضى أثراً عميقاً في نفسها، خاصة عندما تقابل دعواتهم الصادقة بتقدير وامتنان.
1 ) كيف كانت تجربتك في بداية مشوارك المهني كممرضة، وما أبرز التحديات التي واجهتك؟
أود أن أوضح في البداية أنني حالياً لا أزاول مهامي التمريضية داخل مستشفى، وإنما أعمل في إطار الصحة العمومية بمكتب حفظ الصحة. غير أنني سأشارككم تجربتي خلال فترة التدريب التي قضيتها داخل مستشفى و المراكز الصحية، والتي شكّلت محطة أساسية في تكويني المهني كممرضة. لقد كانت تلك الفترة مزيجاً من التحديات والتحفيز، حيث واجهت خلالها مواقف تتطلب مسؤولية عالية وقدراً كبيراً من التركيز والانضباط. ومع ذلك، تبقى أجمل لحظات التدريب بالنسبة لي هي تلك التي أتمكن فيها من تلبية احتياجات المرضى، واستشعار أثر ذلك من خلال دعوة صادقة تنبع من قلوبهم، مثل: (الله يسهل عليك). تلك الكلمات كانت تمنحني طاقة إيجابية وشعوراً عميقاً بالرضا والاعتزاز بقيمة ما أقدمه.كما أنني استفدت بشكل كبير من خبرات الفريق الطبي والتمريضي الذي رافقني خلال تلك المرحلة، حيث تلقيت توجيهات قيمة لم يبخل بها عليّ أحد. وبالرغم من ذلك، لم تخلُ التجربة من بعض الصعوبات، أبرزها، كوني متدربة من مؤسسة خاصة، الأمر الذي جعلني ألاحظ أحياناً بعض أشكال التمييز أو النظرة غير المنصفة من بعض الأشخاص وليس من الجميع. ومع ذلك، تمسكت بمبدأ أؤمن به دائمًا ان أحرص على تمثيل نفسي بأفضل صورة، بعيداً عن أي أحكام مسبقة تتعلق بالمؤسسة التي أنتمي إليها. وقد كان هدفي من هذه التجربة هو اكتساب المعرفة والتدريب العملي، والحمد لله، أشعر بأنني حققت ذلك بنجاح .
2 ) ما الذي يلهمك في مهنة التمريض ويحفزك على الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية للمرضى؟
ما يلهمني في مهنة التمريض هو إنسانيتها العميقة، فهي ليست مجرد مهنة تقنية، بل رسالة تُلامس حياة الناس في أدق وأصعب لحظاتهم. أكثر ما يُحفزني على الاستمرار هو شعوري بأنني أُحدث فرقاً حقيقياً، مهما كان بسيطاً، في حياة المريض أو عائلته. لحظة ابتسامة، دعوة صادقة، أو حتى نظرة امتنان من مريض، كافية لتعطيني دافعاً أقوى للاستمرار والعطاء. كما أن التمريض يعلمني كل يوم الصبر، التعاطف، والتواضع، وهي قيم أعتبرها جزءاً من كياني المهني والإنساني.
3 ) كيف ترين دور الممرضات في تحسين جودة الخدمات الصحية، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصحي؟
أرى أن للممرضات دورا محوريا في تحسين جودة الخدمات الصحية، ليس فقط من خلال تقديم الرعاية المباشرة، بل أيضا من خلال مساهمتهن في تعزيز التواصل بين المريض وباقي أعضاء الفريق الطبي، والمشاركة في التوعية الصحية، ومراقبة الحالة السريرية للمريض باستمرار. الممرضة هي عنصر دائم الحضور، وتكون غالبا الأقرب إلى المريض، ما يجعل تدخلها أساسيا في الكشف المبكر عن المضاعفات، وفي ضمان الاستمرارية والجودة في الرعاية. رغم التحديات التي يواجهها القطاع الصحي، من ضغط العمل ونقص الموارد أحيانا إلا أن الممرضة تظل قادرة، بكفاءتها وإنسانيتها، على أن تكون ركيزة من ركائز التطوير والتحسين، خاصة إذا حظيت بالدعم والتقدير اللازمين، والتكوين المستمر.
– كلمة أخيرة
من خلال تجربتي، أدركت أن الممرض يُعد نواة أساسية في المنظومة الصحية، حيث لا يقتصر دوره على تقديم العناية فقط، بل يُسهم بشكل فعّال في ضمان استمرارية وجودة الرعاية. وقد كان هدفي طوال فترة تدريبي أن أترك بصمة طيبة، وأُمثّل تكويني الخاص بشكل مشرّف يعكس مدى كفاءة وجدية خريجي مؤسسات التكوين الخاصة، وكنت مؤمنة بأن كل شخص يُمثل نفسه، لا مؤسسته، وحرصت على إثبات جديتي وكفاءتي وكما أشيد بالدور الكبير الذي لعبه مدير المؤسسة في دعمنا وتوفير تكوين جيد لنا.