قياديات بوادنون تتعرضن “للإقصاء” و”التهميش” وغياب “الحوار” يغذي نزيف الاستقالات

21 أغسطس 2021
قياديات بوادنون تتعرضن “للإقصاء” و”التهميش” وغياب “الحوار” يغذي نزيف الاستقالات

نون بوست – علي الكوري

مايقع داخل بعض الاحزاب بجهة كلميم وادنون، يعكس الوضعية الحقيقية لمستوى وطبيعة الممارسة السياسية بوادنون التي تتميز بتغييب مناضلات ومناضلين مما يضرب في نظر البعض بالديمقراطية الداخلية للأحزاب.

هي ظاهرة أصبحت تخيم على المشهد مع كل فترة انتخابات، ولعل انتشار الاستقالات والانشقاقات وكل الحركات الاحتجاجية على خلفية التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة كانت سببا في تمهيد الطريق إلى بزوغ ظاهرة الترحال السياسي قبل موعد الاستحقاقات.

حاولنا تناول هذا الموضوع من زاوية خاصة، متسائلين حول سياسة بعض قيادي الأحزاب بوادنون وما يتهموا به من ممارسة التضييق والتهميش والاقصاء التي أصبح ضحاياها عدد كبير خصوصا في الجانب النسوي.

حاولنا التعمق في هذا الموضوع أكثر بربطنا الاتصال مع عدد مهم من فاعلات سياسية لهن وزن داخل جهة كلميم وادنون، ومناضلات داخل الأحزاب التي ينتمين لها، وعلى رأسهم عضوة الجهة لطيفة الوحداني، كاتبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجماعة ميراللفت لمدة 5 سنوات وولايتين متتاليتين، ناضلت داخل الحزب لأكثر من 11 سنة، وعبرت عن موقفها من التهميش والاقصاء الذي تتعرض له مناضلات الأحزاب بالجهة.

وأضافت العضوة الوحداني، “أنا شخصيا تقبلت على مضض أن لا أنسحب من حزبي الذي مازلت أومن بمبادئه و تاريخه و شرعيته، و لكن بعد كل ما رفضت من عروض و اغراءات من أحزاب أخرى أجد بأنني أنا التي قضيت سنوات من عمري فيه و ناضلت من أجله و يأتي من التحق به قبل أيام و يهين تقاليدا مشرفة و تاريخا شامخا و نضالات النزهاء، و يمس بكرامة شهداء و مناضلي الحزب و الوطن و بكرامة المصوتين و المرشحين النزهاء، فإن كرامة الإنسان و كرامة الشعب و مبادئ النزاهة هي قبل اي شيء آخر، هنا ينتهي كل شيء، و هنا يبدأ العد الحقيقي لصناعة مستقبل الوطن، الحزب ليس أشخاصا لكنه أيضا أن يؤمن بمنطق أشخاص الشكارة و الديكتاتورية فلا لهذا الحزب، أو يطلب من المناضلين الحقيقيين أن يكونوا فقط مجرد ديكور لتأثيث المشهد فلا لأي من يعمل على ذلك، أو فخا منصوبا لتسويق صورة النزاهة.

وفي اتصال مع فاطمة الزهراء صادق، عضوة في المجلس الوطني للحزب، ومستشارة بالمجلس الجماعي لمدينة سيدي إفني حول الأسباب التي جعلتها تقدم استقالتها، وكانت أول وجه نسائي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة كلميم وادنون تقدم استقالتها قبل الهجرة التي تعرض لها الحزب في الآونة الأخيرة.

الشابة فاطم الزهراء، صرحت لنا أن سبب هذه الاستقالة “التهميش وعدم التواصل والاقصاء الذي تعرضنا له طيلة هذه الفترة التي كنت داخل الحزب، مايقع من تغييب الديمقراطية الداخلية وعدم القدرة على تدبير شؤون الحزب وخلق جسر التواصل بين مكونات الحزب، وأيضا ما يمارسه البعض من اجل إقبارنا كنساء أولا و تهميشنا بشكل ممنهج ومقصود، ما جعلني أفكر في تقديم الاستقالة والابتعاد عن الخلافات والصراعات التي أصبحت تطفىء مناضلي حزب الاتحاد الإشتراكي بشكل واضح اليوم، والدليل على كلامي ما يحدث اليوم داخل البيت الاتحادي هيمنة بعض الأشخاص على حساب أشخاص أدى إلى صراع داخلي” مضيفة أن “الاتحاد الاشتراكي أظن أن شمعته انطفأت مع مناضليه الحقيقيون”.

في تواصلنا مع عضوة المجلس الوطني لمنظمة المرأة الإستقلالية فاطمة صريبين، كاتبة منظمة المرأة الاستقلالية بسيدي أفني، حول أسباب تقديم استقالتها من حزب الاستقلال، وهي تعتبر من مناضلات الحزب بالقلعة الإفناوية، مما طرحت نفس المشاكل التي ذكرت سابقا “الاقصاء والاهمال وانعدام التواصل و الديمقراطية الداخلية، فكل هذه المؤشرات تدل على أن الاقصاء والتهميش أصبحا ممارسة مقصودة وممنهجة من قبل بعض القيادات الحزبية، ضد القيادات والمناضلات في الحزب والاعتماد على كوكتيل الشكارة والريع، ومن هنا نكتشف عن أسباب العزوف السياسي داخل الدكاكين السياسية، وتعد هذه العوامل الرئيسية نفسها التي تدفع العديد من المناضلات الأحزاب إلى مغادرتها بشكل كلي، وهذا الواقع يؤكد بشكل صريح عدم الاهتمام بالاحزاب وعدم الانخراط فيها”.

ومن إقليم سيدي إفني انتقلنا إلى إقليم آسا الزاك، ربطنا الاتصال بوجه نسائي له وزنه داخل الساحة الوادنونية وعلى وجه الخصوص بإقليم آسا الزاك، مع الشابة الشرقي أبركهم عضوة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة و مستشارة جماعية بأسا، جاء موقفها حول هذه الظاهرة التي تعرضت لها عدة وجوه نسائية منها من خرجت للعلن ومنها من تحفظت على ذلك.

أبركهم كانت من أبرز النساء التي دافعت عن موقفها حول هذا الاقصاء وأبرزت خلال اتصالنا بها “كم كان أملنا كبير حين تم إلغاء اللائحة الوطنية و إستبدالها باللائحة الجهوية ظنا منا أنه إنصاف للمرأة الهامشية ذات القرب المجالي لمختلف تطلعات المواطنين ، تلك التي تعيش بين ظهرانيهم و تتقاسم معهم نفس الأوضاع الإجتماعية و اليومية.. إلا أن مايقع اليوم شئ آخر يعيد للأذهان ماكان يقع في اللائحة الوطنية من تدليس و فبركة مفضوحين عبر جعلها قوائم للقادمات من الردهات الخلفية ممن يمتهن إستغلال العلاقات التي تربط اغلبهن بشخصيات نافذة في سدة الحزب لتنتصر المحسوبية و الزبونية و تبقى المناضلة عتادا لتزيين تلك اللاوائح في معنى واضح للتمويه الحقيقي و دغدغة مشاعر البسيطات من كفاءات هذا الوطن ممن لا مال لهن و لا جاه و لا سلط..”

مضيفة “واقعنا اليوم أرخى بضلاله على أغلب لوائح الأحزاب جهويا ولا غرو أن نجد أسماء عائلات تتردد هنا و هناك و لا غرو أيضا أن نجد الإسقاطات القهرية التي إستطاع أصحابها بعد تهريب اللاوائح الوطنية لما هو جهوي، وكيلات لوائح من مناطق أخرى بعيدة كل البعد فكريا، إجتماعيا، مرفوقة “بشكارة” و “قرابة” و “حصانة” و تصبح بذلك اللعبة السياسية لمن يدفع أكثر و مامدى قرابتك العائلية و الشخصية بالأمانة العامة..
هو إذن وجه آخر من أوجه السمسرة الإنتخابية و زيادة تعميق هوة الفساد المستشري اليوم حد النخاع بالأحزاب السياسية خاصة مع موجة الترحال و “الترصاف”السياسي حين إختلط على الجميع أمر هؤلاء “السماسرة” الذين كانوا الأمس يقولون نحن مناضلي الحزب المعلوم و اليوم نفس اللسان يتحدث بلون آخر في ضرب صارخ لقيم المبادئ الحزبية و الإلتزامات الأخلاقية مع الذات أولا و المواطن أخيرا.”

ربطنا إتصالنا مع عدد مهم من المناضلات داخل مجموعة من الاحزاب التي ، همشت عددا كبيرا من طاقات نسائية مناضلة واللاتي لهن وزن كبير لا على مستوى الجهوي والوطني والدولي، لكن عددا مهما منهن تحفظن على مواقفهن من هذا الاقصاء الممنهج في حقهن، فيما امتلكن بعضهن الشجاعة السياسية وخرجن يحاربن هذه الظاهرة الدكتاتورية في حقهن وكن اول من إستجاب لاتصالنا من اجل التعبير عن موقفهم الغاضب لهذا التهميش.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة