
هناك نظرة اخرى للإعلام ،وإن على نطاق غير واسع ، ترى أن من واجبها أن تبحث عن “الخبر النقيض”!
و المقصود بالخبر النقيض هنا هو ما لا تتداوله وسائل الاعلام عادة تماشيا مع “البوز” و “الرائج” إعلاميا ،أو جريا -بوضوح- وراء ما عبر عنه المصريون بالقول :”الجمهور عايز كِده”…
ومن ضمن ما تتداوله الأخبار عادة عن فيروس كورونا ،هو التماشي مع حالة “الخوف” من هذا القادم المجهول..
لذلك، عود(ي) نفسك على البحث قليلا عن غير تلك “كده” اللي “عايزها الجمهور”..
وهذه محاولتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أمثلة الأخبار “النقيضة ” أن ما تتداوله الصحف و المواقع مثلا هو عدد وفيات الأشخاص المصابين بكورونا ، وتركيز كبير على وقائع هذا الموت في النشرات الاخبارية.
فعلا ، توفي في الصين إلى حدود امس مثلا 2663 مصابا ، و35 مصابا خارج الصين .. ومباشرة تنقلنا الأخبار بسرعة البرق ودون ان نتنفس إلى حجز سياح في “تينيريفي” بجزر الكناري و آخرين في الامارات ومنع السفر (…)
و يمرون دون ذكر لعدد الذين تم شفاؤهم!
وهاكم بالرقم ما لاتركز عليه الأخبار: خروج 27323 مريضًا من المستشفى بعد شفائهم من فيروس كورونا المستجد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عادات المغاربة أنهم يحولون حالات الخوف إلى نكت..ليس المجال لحكيها.. لكن المخاوف من هذا المرض جعلتنا نعيش على الأعصاب رغم كل التأكيدات. وفي هذا الخضم لا ننتبه إلى أن هذا المرض ليس وباء لحد الآن حسب منظمة الصحة العالمية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأخبار التي لم تتناولها وسائل الإعلام حول الموضوع كذلك ، خبر نجاة رضيعة عمرها 17 يوما فقط بعد أن اصيبت بـ”كورونا” بعد ولادتها..
يقول الخبر أن الرضيعة ، لم تُعطَ أي مضاد حيوي أو دواء مضاد لهذا المرض ،بل إن جسمها الصغير العليل هو الذي استطاع التغلب على كورونا!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيرا ، ووسط الكم الهائل من النصائح بغسل اليدين و عدم مصافحة الآخرين (ووو..) ، ياتينا بعض الناصحين بضرورة اتباع ما يسمى “الأسلوب البريطاني” في الوقاية.
صاحب هذا الاقتراح يدعى البروفيسور جون أوكسفورد ،وهو استاذ بجامعة كويس ماري البريطانية .. يقول إنه باتباع هذا الأسلوب ،الذي يغلب فيه تعامل الناس فيما بينهم بالرسمية و عدم الود ،يمكننا حماية أنفسنا من فيروس كورونا.. فهذا الفيروس اجتماعي و يحب أن يختلط الناس و يتوادوا فيما بينهم ليتنقل بحرية.. و النموذج البريطاني يريدنا أن نكون اقل ودا!
أشك أن المغاربة يمكنهم أن يتخلوا عن عادات السلام و الأحضان و التجمعات و القهقهات..ففي هذه الحالة “كورونا” أقرب إلينا من “الانجليز”…
و الله يحفظ أوكان.
محمد المراكشي،
مع التحية.