ينتابك شعور غريب وانت تضع قدميك على باب بيت ليس ككل البيوت إنه بيت أراده أصحابه أن يكون بيت الفنان يكون مقصد أي فنان بإفني مبدعا كان أو متذوقا عفويا كان او دارسا ، من أين يأتي هذا الشعور الغريب؟
لست قادرا على تحديد مصدره أهومن اللمسات الفنية الناطقة في صمت عن كل شيء ذو علاقة بالود والحب والصفاء أم هو من روحانية المكان وإن كانت لا تؤدى به طقوس تعبدية ، أم من روحانية صامتة بلا قرابين وبلا تهليلات وبلا ترنيمات.
عندما تجالس الشبان القائمين على هذا البيت تحس أنك أمام رهبان في بداية مشوارهم أرادوا أن يكرسوا حياتهم لنشر الفن ورسالته ويضحوا بكل شيء في سبيل عقيدة الفن ،وجعله عقيدةعالمية من هذا المكان كما يحدث في أمكنة مماثلة في هذا العالم الفسيح.
لم تسلم جدران البيت الناصعة بياضا من ترتيب جميل للوحات فنية فطوغرافية وزيتية مختلفة المدارس الفنية تجعل الجدران تنطق بالتعددية المتصالحة.
بين الفينة والأخرى يتوقف الحديث والكلام تنطلق الأصابع في مداعبة الآلات الموسيقية تنطقها لغة العالمية إنه طقس الصفاء ولحظة التجلي .
عبد الله أجبابدي العازف على الجيتار والباص ويوسف أهوص العازف على الجيتار والمؤلف لمقطوعات موسيقية المتخصص في الموسيقى الكلاسيكية وياسين بن طالب العازف على البيانوومبارك أمكايو المسرحيوالسينمائي والمؤطر التربوي والعازف على آلات موسيقيةومحمد أجميلي الجمعوي قائد حملات تطوعية لصالح أطفال القرى و كاتب قصص الأطفالوبدر الشركي العازف على الجيتار والخبير بشتى ألوان الموسيقى صاحب تسجيلات موسيقية بإذاعة العيون و يوسف وجيز الجمعوي المهتم بالتصوير الفوتوغرافي ورشيد الرقطي الفنان التشكيلي وعبدالحي مُبارك أحمد بولمال الفنان الموسيقي وعبدالله أضرضورالفنان التشكيلي ومريم بلال فنانة الديزاين.
هؤلاء جميعا يجمعهم حلم تلبية حاجيات كل طارق لباب دار الفنراغب في تعلم المبادئ الأولى لفنون الموسيقى و التصوير والتشكيل وغيرها من الفنون التعبيرية.
وفي سبيل هذا الحلم يقدمون تضحيات بلا حساب ، دون أن يتلقوا أي دعم ومساندة ، رغم أن مبادرتهم تسد فراغا رهيبا في تغييب التربية الموسيقيةبالمؤسسات التعليمية بإفني بل بالإقليم .
تراهم صامدون في وجه إكراهات الحفاظ على المقر أو البيت أوالمتنفس أو المعبد ، أو الزاويةوغيرها من التسميات ، فتراهم صامدون في مواجهة مصاريف الصيانة والكهرباء والماء والكراء ،يتدبرون هذا الأمر في صمت وتضحية .
يستحق هؤلاء التفاتة دعم ومساندة ليس فقط من قطاعالتعليم وقطاع الثقافة وقطاع الشباب لمجهودهم في تربية الأطفال تربية موسيقية ، بل من كل محب للفن بهذه المدينة التي عرفت فنانين عصاميين بارعين ، ولولا أنهم ترعرعوا بالمغرب الهامشي لوصلوا الى عالم الشهرة.
لا يمكن لأحد أن يَصرفَهم أو يُعجزهم عن تبليغ رسالتهم في صمود العارف بوجهته وبغايته والمنقطع لخدمتها في صمت المتحدي وليس في صمت المستسلم .
تستطيع دار أموكار أن تؤسس لثقافة الصالون الأدبي والفني بمدينتنا وستكون إنطلاقة نهضة ثقافية تنويرية ستقول كلمتها في المستقبل القريب إن هي جمعت شتات مثقفي وكتاب وفنانيالمدينة..