نون بوست – صفية
السمنة في ثقافة “البيظان” معيار اساسي من معايير جمال المراة ، بالاضافة الى انها تعبر عن الرفاه المالي والمكانة الاقتصادية لذويها .
السمينة اكثر حظا للحصول على زوج
منذ المراهقة تعيش فتيات الصحراء على هاجس الحصول على اكبر مقدار من الوزن بغرض الحصول على زوج مقتدر ماديا .
ففي ثقافة اهل الصحراء فان العائلة التي تضم نساء سمينات ينظر اليها على انها عائلة غنية وقادرة على تاهيل بناتها للزواج وتحقيق رغبات الرجل في الاقتران بزوجة سمينة ، لذلك فالصحراوية السمينة تكون اكثر حظا في الحصول على زوج من مثيلتها الرشيقة ،فلا مكانة للرشاقة في المجتمع الصحراوي .
التبلاح تقنية مضمونة للتسمين
ابتدع مجتمع ” البيظان ” اليات لتسمين المراة تسمى (التبلاح ) وهي تقنية بلغت حد الاكراه الجسدي والتعنيف ،
اكدت السالكة وهي عجوز في عقدها السابع كانت معلمة وكانت تتولى تسمين فتيات منطقتها ، ان الجدات والامهات يحرصن بشكل خاص على تسمين الفتيات الصغيرات بمجرد بلوغهن سن ست سنوات ، فتجبر الفتاة (المبلحة)على تناول الزبدة والدهن الصافي ليلا ، اما في النهار فتشبع الفتاة مرات عديدة من دقيق الشعير (المعروف بلغمان مخلوط بالدهن والسكر ) ، يضاف الى ذلك شرب كميات هائلة من اللبن (الزريك) ، مما يساعد كثيرا على بناء الجسم ، في اغلب الاحيان وبشكل دوري يدبح جدي او خروف ، ثم يطبخ لحمه فتاكله الفتاة وتشرب مرقه . وتدعى هذه العملية (سمبلوه ) والمراد بها هو ما ينتج عنها من اسهال ينظف المعدة مما ينعكس ايجابا على لون البشرة . وكشفت السالكة انه اثناء عملية التبلاح لا يسمح للفتاة الصحراوية الشعور بالجوع . ويقدم لها بين الفينة والاخرى شراب اعشاب يساعد على تنظيف الامعاء وتوسيع الجهاز الهضمي ليستطيع احتواء المزيد من الاطعمة .
التبلاح بين الرفض والقبول
رغم ان هذه الظاهرة التي لاتزال متجدرة في المجتمع الصحراوي، الا ان عوامل الاعمار التي تشهدها المنطقة ، وتمازج الساكنة ، جعل هذه الممارسات تجد طريقها للتراجع تدريجيا ، لا سيما بعد بروز المضاعفات الصحية “لتسمين النساء” ، حيث لم يعد يقبل الجيل الصاعد على هذه الوسائل ، سواء التقليدية القديمة او العقاقير ، بغرض الحصول على جسم مكتنز ، كما ان السمنة في حد ذاتها لم تعد معيارا من معاييرالجمال .