البناية الأقرب لتكون متحف إفني العتيد..

10 فبراير 2019
البناية الأقرب لتكون متحف إفني العتيد..
أحمد زاهد

5FB1D6E8-F11F-44FB-A828-D71C979FA9B8

حياة مدينة لا يمكن أن تكون بدون متحف . بهذه المدينة مرت أحداث، اتخذت قرارات في فترات من تاريخها من أول خطوة في بنائها ،أو قبلها من تخطيط وهندسة . لكن لا مكان بها يسمح للسائح العادي ،أو للسائح القاصد لها بنية استرجاع ذكريات طفولته أو ذكريات آبائه وأجداده من الإسبان أو غيرهم ممن سكنوها قادمين أو مُستقدمين من مناطق عديدة من المغرب . أو السائح الباحث عن المعرفة عصاميا كان أو أكاديميا .
لا مكان لكل هؤلاء في الإطلاع على الوثائق والإنتاجات الفنية والفكرية بإفني ومحيطها باعتبارها منتوجا إنسانيا بغظ النظرعن الظروف السياسية أو الأنظمة التي أُنتجت إبانها .
لا تسويق لمنتوج سياحي إن وُجد بدون متحف.
إن أنسب بناية لهذا المتحف هي بناية قصر البلدية أو قصر الضيافة لقيمتهما التاريخية والمعمارية ، ولموقعهما المتميز وسط بنايات إدارية وإقامات ،وجبت حمايتها كلها من يد الزمان وأيادي البشر الجاهلين بقيمتها التاريخية والحضارية .
هذا التاريخ الإفناوي يجب أن يوظف في التنمية السياحية .
لماذا لم تهدم اسبانيا قصور الأندلس ، وكلها آثار ناطقة بالتواجد الإسلامي بها ؟
هي لم تمحوها بل استثمرتها في تنمية سياحة بجنوبها ، تذر مداخيل تضاهي مداخيل السياحة الدينية في بقاع العالم هي لم تمح التاريخ بل قدمته كمنتوج إنساني مشترك .
لم نكن نفهم السبب الذي جعل قادة جيش التحرير بالجنوب يأمرون بهدم مستشفى اسباني بعد خروج اسبانيا من بادية أيت بعمران.
فالتمس كثيرون لهم أعذارا من قبيل : يمكن أن يُعزَى هذا الفعل إلى الحماسة ، أوإلى الجهل ، أو إلى الغضب أوإلى الموقف الديني لأولئك القادة السلفيين من التداوي بعلوم الطب الحديثة .
لكن وإن قبلنا بهذه الأسباب مجتمعة أو منفردة فإنها لايمكن أن تحجب عنا أن السبب الحقيقي هو عدم قدرة حكومة الاستقلال على توفير خدمات طبية به كسابق عهده إن تركوه على حاله.
إنهم قد سعوا وفق مرجعيتهم الدينية إلى محو أي أثر للمَدَنِية والتحضر ،وهو نفس المسعى لهؤلاء اليوم الذين يغيرون معالم إفني المدينة الإسبانية تشيدا وهندسة ومعمارا .
لا أظن أن نحلم بيوم نرى فيه متحفا بإفني يوثق لأرشيفها التاريخي ولتاريخ المنطقة ولإنتاجها الفكري في الدين والفلك والشعر والصناعات اليدوية وغيرها .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.