مباركة اشعود : امرأة من طينة الرجال

10 فبراير 2019
مباركة اشعود : امرأة من طينة الرجال

نون بوست – ليلى اودة

haja

معروفة لدى عموم ساكنة منطقة أيت باعمران سيدي إفني، امرأة عصامية، شاهدة على التاريخ حيث عايشت فترة الاستعمار الإسباني و فترة الاستقلال و بعده كإمرأة مولدة بمستشفى سيدي افني، هي السيدة مباركة أشعود المعروفة لدى الأوساط الافناوية “بالحاجة تشعوت”، المزدادة سنة 1945 بقبائل أيت باعمران الشامخة.
مشوارها المهني بدأته سنة 1963 بمستشفى سيدي افني و الذي إستمر لـ 40 سنة من العطاء و الإشراف على توليد نساء المنطقة، “تشعوت” كانت تشتغل أيضاً خارج المستشفى عبر انتقالها إلى منازل ساكنة أيت باعمران للإشراف على توليد النساء الحوامل، لأن  أغلبهن آنذاك يفضلن الولادة على يديها بفعل طيبوبتها و طريقة تعاملها معهن.

1

صورة توثق فريق عمل داخل مستشفى سيدي إفني في الستنيات 

إنتقلنا صوب منزل “الحاجة مباركة أشعود” لتحكي لنا عن بعض المحطات في مسارها العملي، و كان أول سؤال طرحناه عليها، ما سر تفضيلك من طرف النساء الحوامل بالمدينة و المنطقة ككل؟ ترد “الحاجة” بإبتسامة عريضة، هو شعور متبادل لأنني أحب جميع نساء المنطقة و أحرص جيدا في التعامل بلطف معهن مهما كانت حالتهن الاجتماعية،  ثم سألناها عن الفرق بين المستشفى أثناء الاستعمار الإسباني و بعد الاستقلال، كان ردها طبيعيا و عاديا حيث تقول لا أرى أي فرق في ذلك حيث إستمر العمل على طبيعته لأننا في الأخير كنا نؤمن بأننا نؤدي خدمة للصالح العام و للإنسان.

إستمر الحديث و لمسنا من خلال كلامها أنها تعرف جل الدواوير و المداشير المجاورة لسيدي افني، كما تعرف أغلب العائلات، و هناك من يعتبرها “جدة” لجميع الافناويين لإشرافها على ازديادهم، تقول مباركة اشعود هناك من أشرفت عن زيادتها و أشرفت على توليدها.
الحاجة مباركة اشعود حصلت على تقاعدها سنة 2003 بعد مسار طويل راكمت من خلاله تجربة كبيرة جمعت بين الضمير المهني الصرف و اللطف في العمل، سلاستها في التعامل مع الجميع صنعت لها مكانة استثنائية وسط الساكنة بسيدي إفني، حيث تم تكريمها العديد من المرات، و كرمتها وزارة الصحة أيضا كإمرأة تسلقت العقبات و إختزلت المسافات لتبصم بقوة في مجال الطب و الصحة.

 

fc3dbc14-6cd9-4124-a988-aa454f188d23

لحظة تكريمها من طرف عامل صاحب الجلالة السابق على اقليم سيدي إفني ماماي باهيا

الى جانب كل هذا و بعد تقاعدها تتطوع مباركة اشعود لغسل أموات المسلمين النساء و الاطفال منهم كعمل تطوعي خيري.
هي إمرأة حديدية، آمرأة من طينة الرجال، نموذج لسيدة ناضلت بضمير مهني قوي ممتلئ بحب الناس و اللطف في التعامل معهم ببساطة و تواضع كبير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • كوبانو
    كوبانو 11 فبراير 2019 - 10:04

    الحاجَّة…كتبتُ هذه الكلمة وتوقفت لهنيهة أفكر ماذا أستطيع أن أقول من كلام في حقها ولم أستطع أن استمر في الكتابة لأن بعض السطور بل وحتى بعض الصفحات لن تكون كافية لأقول ربع ما أريد وما تستحقه هذه المرآة المحبوبة من مدح , علما أنها لا تحب المدح وتكتفي ب “الله يرحم الوالدين”.
    ختاما: الله يطول في عمر جدتنا ويعطيها الصحة ويجازيها بألف ألف خير على كلشي الخير اللي دارت فآلاف النساء والإطفال (الإحياء منهم والأموات).