مطار كلميم و “لوبي” سيدي إفني…

28 يناير 2019
مطار كلميم و “لوبي” سيدي إفني…
محمد المراكشي

070

لا يمكن للواحد إلا أن يهنئ جهة كلميم و بالأخص مدينة كلميم على هذا الانجاز التاريخي ، و لا يمكن إلا تسجيله إنجازا حقيقيا لجهة لا يوجد بها اي شيء يستحق أن يذكر في مجالات التنمية المختلفة..

في سيدي إفني ،نرى الأمر بعين اخرى. فهذه المدينة الصغيرة و التي “أريدَ” لها أن تبقى هكذا ،تنظر و هي واقفة الحال و الأحوال إلى ميناء جديد يشيد بجانبها في بوالفضايل و هي التي بدأ بها حلم الميناء التاريخي منذ بداية الثمانينات و بقي مشروعا ممتدا على الدوام(!)؛ و تنظر الى مطار جديد واعد يظهر بكلميم و هي التي تتوفر على مطار جاهز بمعايير 1969 على الأقل ، تم تركه لفعل التاريخ و عوامل التعرية!

لكننا نعود و نشير -رغم إيماننا الشديد بنظرية المؤامرة – إلى أن سيدي إفني تتحمل نصيبها الوافر من وزر هذا الوضع. فنحن ،أيها السادة ، في حاجة إلى لوبي إفناوي حقيقي.

و بالرجوع الى التاريخ (و الجغرافيا ايضا) نكتشف أنه من بين مشاكلنا في سيدي إفني و باديتها أن لا لوبي ضغط لدينا… و ذاك الذي تكون يوما من أجل إيصال المتمنيات و الملتمسات لا يعدو أن يكون فقاعات هواء تتبخر قبل الوصول الى الرباط!

إن الحركة الاحتجاجية التي عرفتها افني بالضبط ، كان حاضرا لديها (إن في وعيها أو بدونه) هذا الهدف: خلق لوبي ضاغط قادر على أن يوصل المدينة الى ما تصبو إليه الساكنة… لكنه ، و في وقت كان فيه اللوبي الانتفاعي بتيزنيت يختار اللعبة الرابحة من خلال حسابات المال و الأعمال ، اخترنا في سيدي إفني الطريق الصعب (الاحتجاج) بعد أن تبخر من حول الحركة و المنطقة أصحاب المال الباعمرانيون… فقد اختار هؤلاء الهرب الى أمكنة الامتيازات و الريع ، و ظلوا ينتظرون الرابح كي يلعبوا معه..أو به!

اختارت الحركة الاجتماعية في سيدي إفني طريق لوبي آخر ، ضاغط بالقوة الاقتراحية..
لكن القوة الاقتراحية أمام تقاليد دار المخزن من جهة ، وأمام حسابات المال و الأعمال و المصالح لا تؤدي إلى شيء … و ما ظهر في قضية بوالفضايل أولا و مطار كلميم ثاني (و البقية ستأتي) أكبر دليل على ما وصلنا إليه بعد كل هذا الخذلان من “بوشكارات” ايت باعمران ..

الآن فات الوقت ، على الأقل في حلمي الميناء و المطار..فهل يستفيق الافناويون يوما أمام مشهد يحسون فيه بمن يسند ظهورهم من مليونيرات ايت باعمران الذين اكدوا -لحد الآن- أن رؤوس أموالهم جبانة؟!

محمد المراكشي،

مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.