نون بوست
اكتشف باحثون وغطاسون حطام سفينة قراصنة يعود إلى القرن السابع عشر قبالة السواحل الشمالية للمغرب، تحديداً في مضيق جبل طارق. هذه السفينة، التي يطلق عليها تاريخياً “سفينة القراصنة البربرية”، تعد أول حطام من نوعه يتم اكتشافه في هذه المنطقة.البربر هم شعوب شمال إفريقيا، وقد اشتهر بعضهم في العصور الوسطى والحديثة بالقرصنة البحرية. السفينة المكتشفة، وهي من نوع “التارتان” – وهو نوع من السفن الشراعية الصغيرة والرشيقة – كانت مجهزة بكمية كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك مدافع وبنادق، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم للهجوم على السفن التجارية وأسر البحارة.
يعتقد الباحثون أن السفينة كانت متجهة إلى السواحل الإسبانية لتنفيذ غارة، قبل أن تغرق لأسباب غير معروفة حتى الآن. وقد استخدم القراصنة التمويه لحمل شحنة من الأواني، مما ساعدهم على التنكر في هيئة سفينة تجارية وتفادي الكشف.تعد القراصنة البربرية ظاهرة تاريخية مهمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. فقد نشطوا لعدة قرون، ومارسوا القرصنة كوسيلة للعيش والحصول على الثروة. كانت غاراتهم تشمل أسر البحارة وبيعهم كعبيد، مما أثار الرعب في أوساط البحارة والتجار الأوروبيين.اكتشاف حطام هذه السفينة يفتح نافذة على عالم القراصنة البربر، ويقدم لنا معلومات قيمة عن حياتهم وأساليبهم. كما أنه يساهم في فهمنا الأعمق للتاريخ البحري للمنطقة.
يقع حطام السفينة على عمق 830 متراً، مما يجعل استكشافه مهمة صعبة ومكلفة. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف يمثل إنجازاً علمياً مهماً، ويفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث والدراسات.