هناك مَثَلٌ شعبيٌّ قديمٌ يقول: “مَا يَاكْلْ الحُوتْ في اللْيَالِي غِير الذُو مَالِي”، وهو تعبير يلخص قلة عرض الأسماك في الأسواق المغربية قديما في فترات البرد القارس، وغلاء أثمنتها التي لا تتاح سوى للأغنياء؛ ذلك أن برودة الأحوال الجوية تدفع الأسماك إلى الأعماق بحثا عن المياه الدافئة، وهو ما يجعل الصيادين الذين يتحدون سوء الأحوال الجوية يعودون في الغالب بكميات قليلة.
ليس الأمر بتلك السوداوية في المرحلة الراهنة، فالأسماك المختلفة متاحة حسب القدرة الشرائية، وإن ارتفعت أثمنة بعضها قليلا، إلا أن سوء الأحوال الجوية لا يزال يلقي بظلاله على أسواق السمك في المملكة، لا سيما في سوق السمك “المسيرة “بمدينة أكادير.
“السردين” و”الشرن” و”لونشوبا” تبقى متاحة كثيرا للفقراء وذوي الدخل المنخفض، أما الأسماك غالية الثمن فهي تكون بعيدة عن متناولهم طول السنة، وليس فقط عندما تسوء الأحوال الجوية.