نون بوست – بويزكارن
لا يمر المسافر في محطة سيارات الاجرة ببويزكان دون لن يلتقي بكورتي هادئ الطبع ودائم الابتسامة ..انه محتى محمد يقول انه قضى في هذه المهنة اكثر من 21 سنة وهو رب اسرة يعيل أبناء ويكافح يوميا من اجل لقمة العيش في محطة سيارات الاجرة في بويزكارن .
يقول محمد في تصريح لنون بوست أن مهنة الكورتي حاليا “مهنة صعبة جدا وتتطلب صبرا كبيرا وتحملا للمعاناة اليومية من برد وحرارة، وجاءت جائحة كورونا وزدات مهنتنا تأزما “
ويضيف المتحدث بكثير من الحسرة والالم ان” كورونا اثرت بشكل كبير على عمله لانه لم يتسفيد من اية مساعدة،واثرت الجائحة ايضا على حركة سيارات الاجرة وانخفاض عدد المسافرين”.
ولم ينسى محمد ان يشكر من سماهم ب”الجواد والمحسنين” الذين لم ينسوا هذه الفئة من الكورتية الذين يعانون في فترات الضيق والمرض حيث لا احد يقف بجانبهم ويعيلهم الا اصدقائهم وعائلاتهم والمحسنين .
وطالب المتحدث بمساعدة العاملين في المحطات الطرقية من الكورتية لانهم عصب النشاط الاقتصادي في النقل الطرقي لسيارات الاجرة..
عبد السلام ..في محطة كلميم
يسمع القادم إلى المحطة الطرقية بكلميم نداءات من بعيد بصوت مرتفع: “إنزكان..إنزكان، أرا جوج.. جوج.. بويزكارن.. بويزكارن”. إنه عبد السلام الذي يشتغل “كورتي” في المحطة الطرقية الخاصة بسيارات الأجرة الكبيرة بكلميم.
لا يستقيم نشاط المحطات الطرقية لسيارات الأجرة الكبيرة بالمغرب من دون نداءات المئات من أمثال هذا “الكورتي” الخمسيني، الذي يقول إنه قضى أكثر من عشرين عاماً في هذه المحطة الطرقية حتى أضحى جزءاً منها.
هنا في كلميم تستخدم نسبة كبيرة من المسافرين المحطة الطرقية الرئيسية في المدينة، التي تعد منطلقا إلى وجهات كثيرة في المنطقة شمالاً وجنوباً. عبد السلام هو بمثابة “مايسترو” المحطة، ينظم عمل الطاكسيات الكبيرة ويسهر على احترام “النوبة”، ويتسلم ثمن السفر من الركاب، ويبحث عن “الصرف” عند الضرورة.
لا يرتاح “الكورتي” عبد السلام حتى يكمل كل الإجراءات وتنطلق الطاكسي إلى وجهتها بسلام، مردداً العبارة المعتادة: “ياك ما كاين اللي كيستال الصرف؟.. يالله على بركة الله”.
يقول عبد السلام: “أشتغل في مهنة الكورتي هنا منذ أكثر من عشرين عاماً، وأنا رب أسرة وأب لأطفال”، ويضيف بحسرة: “للأسف، لا يعترف أحد بمهنة الكورتي، لا نتوفر على جمعية، ولا على أي تأمين ولا اعتراف ولا يهتم أحد بنا”.
وأورد المتحدث أنه يتشغل أكثر من اثنتي عشر ساعة، ويتناوب على العمل في المحطة أكثر من ستة “كوارتيه” آخرين، كل حسب وجهات السفر.
وطالب “الكورتي” الخمسيني “الجهات المعنية بالالتفات إلى فئة الكوارتيه، لأن رزقنا مرتبط بعمل الطاكسي، إذا توقفت فحياتنا في خطر، لا نتوفر على تقاعد ولا على مصدر رزق آخر ونحن في أرذل العمر”.
تضامن ومساعدة
من جهته، يرى مبارك بوختام، أمين جمعية أرباب سيارات الأجرة الكبيرة بكلميم، أن “الكورتي حرفة يمتهنها غالبا سائقون سابقون لسيارات الأجرة الكبيرة، وجدوا أنفسهم في مرحلة ما من حياتهم بلا مصدر رزق ولا معيل، فيرجعون إلى المحطة الطرقية لكسب قوت العيش”.
وأضاف المتحدث أن “أرباب سيارات الأجرة يتضامنون مع هذه الفئة، ويساعدونهم على توفير مصدر رزق من خلال العمل في المحطة الطرقية”.