وداعا سيدي عبد الرحمن…

29 مايو 2020
وداعا سيدي عبد الرحمن…
أيوب الداودي

أيوب الداودي

ما يجب أن نعرفه عن الأستاذ الراحل عبد الرحيم اليوسفي أن رجل كان من أخلص رجالات هذا الوطن، ساهم بمعية رفاقه من داخل الأسرة الإتحادية في محاولات التأسيس لمجتمع حداثي ونظام ديمقراطي شعبي، لكن الوضع كان أقوى من الإرادة الحقيقة التي جسدها مناضلي الحزب ومن عايش التجربة لم يكتب لها أن تستمر لأسباب يعرفها الكثير.

الأستاذ كان يناضل من داخل اليسار المغربي الذي كما يعرف الجميع عاش مرحلة كبيرة من الصراع بعد أول أصطدام مع مؤسسة القصر في أسود حقب تاريخ الدولة المغربية الحديثة، حقبة كانت موسومة بالاعتقالات ومعتقلات التعذيب وسلسلة من الإغتيالات في صفوف اليسار، وكان لمناضلي الإتحاد نصيبه من هذه الإعتقالات ومن بينهم الراحل الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي الذي اعتقل في ديسمبر 1959 رفقة المناضل محمد البصري مدير “التحرير” بتهمة التحريض على العنف والنيل من الأمن الوطني للدولة والأمن العام ثم أفرج عنه، ليعتقل مرة أخرى في يوليو1963 مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة التآمر وصدر عليه حكم بالسجن مدة سنتين مع وقف التنفيذ، وقد عفي عنه عام 1965. حكم عليه كذلك غيابيا في جلسات محاكم مراكش (1969 – 1975) وطالب المدعي العام بإصدار حكم بالإعدام على اليوسفي.

الراحل من باب تبرئة ذمته توجه في نونبر1965 إلى باريس للإدلاء بشهادته كطرف مدني في محاكمة مختطفي المهدي بن بركه وبقي منذ ذلك الوقت في فرنسا لمدة 15 سنة مختارا النفي، ليعود إلى المغرب في أكتوبر 1980.

استقال عبد الرحمن اليوسفي من وظائفه السياسية بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية عام 1993 احتجاجا على ما وقع فيها من تلاعب، وذهب إلى فرنسا في شتنبر 1993. ثم عاد بضغط من زملائه، وفي سياق الإصلاحات الجديدة عاد أمينا عاما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في غشت 1995. ليدخل في مصالحة مع الحكم في المغرب حيث عين وزيرا أولا في فبراير 1998،و استمر في مهامه إلى حدود نونبر 2002.

  • تجربة الراحلة تلخص لنا أن حلم الدولة الديمقراطية التي كان ينشدها يحتاج للمزيد من النضال، الكثيرين من تابعو مسار الرجل يعاتبونه عن قرار التصالح الذي أخده ويعتبرنه تطبيع مع النظام اللاديمقراطي، أرد عليهم برد الأستاذ المجاهد أطال الله في عمره بن سعيد ايت ايدر على أحد الطلبة اليسارين المتدخلين في ندوة نظمت ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء سنة 2016، مفاد الرد أن اليسار المغربي بكل توجهاته التقدمية الوطنية لم يتفانى في نضاله من أجل المجتمع الحداثي الديمقراطي لكنه فعل ما فرضته عليه الممارسة السياسية في سياق تاريخي خاص؛ وقد كان تدخلي تعقيبا على الطالب بعبارة لي كال العصيدة بااردة يدير يدو فيها، مسلسل النضال مازال مستمر وسيدي ايت سعيد ورفاقه يدفعون الأن ثمن نزاهتهم و وطنيتهم، والا كان عندك شي تعقيب الأحرى تعقب على لي باع الوطن رخيص امثال اليازغي و ولعلو وكاع لي تخلي على اليوسفي وقبل بالاستوزار وقبلهم باعو الطرح، عقب على الفيديك وازلامهم.

تجربة اليسار المغربي خاص تدرس في التاريخ ونرجعو ناخدو منها دروس وعبر ونستافدو من أخطائها وخيانتها.
ونختم رحمك الله سيدي عبد الرحمن وكاع المناضلين الاشاوس الذين ضحو بحياتهم من أجل هذا الوطن
.
ما لا يؤخد بالنضال يؤخد بالمزيد منه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.